العسكر لا يؤمن بالديمقراطية...ولا يمارسها ...فهي غريبة عنه... هو جسم هرمي يخصع لنظام التعليمات من فوق...ومن لا ينفذها يعاقب...وحتى من يناقشها...ودوره حماية حدود الوطن...وهو في دولة مدنية يخضع للقرات السياسبة للهيئات المنتخبة من طرف الشعب صاحب السيادة…
ولذلك لم يوجد قط في التاريخ نظام قادته قيادة العسكر إثر انقلاب...وأرسى دولة مدنية ديمقراطية فعلية... ولم يوجد نظام عسكري...وصل للسلطة بدون إنقلاب.. والعسكر عندما يستحوذ على السلطة يقمع المواطنين ويصفي عادة خصومه…
وان كان مطلوب من العسكر وهو دورهم استعمال القوة عند الحاجة لحماية الوطن...فان القوة لما تستعمل ضد الشعب تصبح ضد الوطن...لأن الشعب هو أساس الوطن…
ونظام العسكر يتظاهر دائما بعد نجاح الانقلاب أنه سيحول نظامه العسكري إلي نظام مدني...والسيناريوات في هذا المجال عديدة ومتنوعة...يحصل ذلك اما بتنظيم انتخابات مدلسة باستعمال أجهزة الدولة ووسائلها مع قمع المعارضين مثلما حصل في السودان مع المجرم البشير... ثم في موريطانيا مع ولد الطايع....وفي مصر مع السيسي... وغيرهم في افريقيا كثير...او بتقديم عنصر مدني أصله من العسكر أو حليفهم ويقبل بنفوذهم السياسي والاقتصادي في أجهزة الدولة كما حصل في الجزائر مع بوتفليقة...الخ…
والعسكر عندما يتداولون فيما بينهم على السلطة فلا يحدث ذلك إلا بطريقتين...إما بانقلاب دموي...او بانقلاب ناعم... والعسكر في السلطة يفشلون دائما في السياسة الإقتصادية والإجتماعية...لأنهم لا يفهون عادة فيها...ولا يؤمنون بالتشاركية في القرارات…
والمتنفذون في سلطة العسكر عادة ما يتحولون إلى فاسدين من الطراز الرفيع...وناهبين لمقدرات الدولة...لأن صلاحيات السلطة تمكنكم من التدخل والتحكم في الإقتصاد ولا رقيب عليهم...ولا حسيب... المحصلة ان كل نظام عسكري ينتهي لا محالة إلى نظام استبداد وفساد....ويكون عرضة إلى ثورة شعبية عليه...طال الزمن او قصر وهو ما يحصل اليوم في الجزائر والسودان......
وقد حصل من قبل في تونس ضد الجنرال بن علي...وفي مصر ضد مبارك...وسيحصل مستقبلا لا محالة ضد السيسي الذي يحضر الآن للرئاسة مدى الحياة وأخذ بعد الموافقة من عند ترامب قبل إجراء الاستفتاء عليها والذي سيكون مدلسا كالعادة...الخ..
العسكر بطبيعته غير مدني...ونحن في عصر الدولة المدنية والمواطنة التي فيها السيادة ملك للشعب وليس للعسكر... ولذا يسقط حكم العسكر...ومهما كان العسكر…
لأنه لما يكون في السلطة دائما ما ينتهي إلى نظام فساد واستبداد ضد شعبه...ان لم يبدأ به…