هم أعداء الحرية والدولة الديمقراطية... وهم أعداء الشعب التونسي....وإلى مزبلة التاريخ هم سائرون.. فبدون حريات ودولة ديمقراطية.. لا يمكن الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والإقتصادية والبيئية والكرامة المواطنية..
ولا يجب الوقوف على "التنظيرات".... مهما كانت... وخصوصا من بينها تلك التي تدعي الثورية... لأنها في الجوهر معادية لاستحقاقات الثورة.. فتجربة الشعوب في القارات الخمس... التي عاشت حقبة انتقال ديمقراطي هي الأساس...وهي التي يجب الرجوع إليها واخذ العبر منها.... ولا الخرطات التنظيرية الثورجية..
فهذه التجارب بينت انه بدون ديمقراطية... ما ثماش حرية... وما ثماش نهضة وتطور وتقدم ورفاهة اجتماعية ... وما ثماش حقوق اجتماعية واقتصادية وبيئية لا تسمح بفرضها إلا الحرية والديمقراطية ...دون سواها...
وبينت ان الإستبداد هو المعرقل الوحيد... ومهما كانت مشاربه الايديولوجية والعقائدية... ولو تدثر بالثورجبة... ونقطة وارجع السطر... والإخشيدي الشمولي منهم... ولكنه ليس وحده في تونس بعد الثورة ... فهناك غيره... وخصوصا من ساندو الإنقلاب..
فهم في نفس الشكارة... اعداد الشعب.. لانهم معا ضد حريته وحقوقه.. وضد دولة ديمقراطية تسمح دون سواها بالنضال من أجل كل الحقوق...
عاد خوكم شخصيا... تفكرت وقت وليت محامي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي... خوكم اتطوع للدفاع عن مساجين الرأي والمعارضين.. مهما كانت انتماءاتهم ومشاربهم... كمساهمة بسيطة منه في مواجهة الإستبداد.. لأن المحاكمات لم تكن عادلة... والتهم ملفقة... والتعذيب سياسة دولة... والقضاء يحكم بتعليمات البوليس السياسي إلي يكون موجود في قاعة الجلسة ويعمل التقارير على تصرفات الحضور والمحامين والقضاة.. الخ…
وشخصيا لا أتذكر ان هناك قضية لفقها البوليس السياسي وحكم فيها بعدم سماع الدعوى.. رغم اني رافعت في المئات منها... وطبعا كنت نعرف ان إلي اتطوعت للدفاع عليهم... الكثير منهم لا يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان... التي تتنافي مع دولة الإستبداد إلي قمعتهم…
وهذا امر طبيعي... فمن تربى في مجتمع يتحكم فيه الإستبداد في كل جوانبه.. لا يمكنه ان يعرف الديمقراطية...حتي يصبح من المدافعين عنها.. لكن مشكلتي وقتها كانت مع الإستبداد موش َمعاهم... خاطر هوما مواطنين منتهكة حقوقهم... وهو من يعرقل تطور المجتمع التونسي لمجتمع المواطنة الديمقرلطي المتحضر…
لكن كنت مقتنع ان إلي دافعت عليهم... باش يجيهم بالضرورة في طاست أمخاخهم الوعي المواطني الديمقراطي بالفلاڨي...وقت يعيشو الحرية ويرفضو التسليم فيها.. وقت يذوقو الحريات السياسية وكرامة المواطنة إلي آنا عشتها قبل في فرانسا..(رغم وجود العنصرية فيها وهاذي حكاية اخرى )...وعندي برشة حكايات فيها…
عاد يمشي عام ويجي عام.. وتصير ثورة في تونس يا بوڨلب... وكنت وقتها مسهول في رابطة حقوق الإنسان إلى كانت العنوان الرئيسي إلي واجه الاستبداد ودافع على الجميع على أساس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. وكل الحقوق لكل الناس...ولي هذا كان وقت يتقمع.. يقلك ويني الرابطة؟.. رغم أنها لكلها متطوعين على حساب حياتهم المهنية والخاصة ويصرفو على نضالهم من مكاتبهم.. وكأنهم يخدمو عندو في ضيعة السيد الوالد...وهوما بالطبيعة يعملو أرواحهم ما سمعوش.. ويقومو بلي اتنجم تتحملو طاقتهم.. وماهم إلا بشر....
فبحيث....عاد وخيكم بعد عشرة سنين من الثورة...وتطور الشعبوية السوداء في مختلف العائلات الفكرية كردة فعل على طبقة سياسية انتهازية بينت في الحكم بممارساتها انها لم تؤمن باستحقاقات ثورة حرية وكرامة اجتماعية.... وتطور المواقف الفاشية المكشوف هنا وهناك... و العقليات الاستئصالية المنافية لقيم المواطنة البدائية ...والإنحطاط القيمي والأخلاقي المنتهك لقيم المواطنة والديمقراطية ....ومساندة انقلاب شمولي ضد دستور ديمقراطي او "تبريره"... الخ.
وبحيث.... ورغم كل هذا المخاض.... وهو محمود خلافا لما يمكن أن يتصوره البعض... لأنه كشف العورات المخفية لدى الكثير ...واغلبه ماركة مستتقعات.... وهو الظاهر اكثر في هذه الأيام...فهو مرحلة تاريخية لا بد منها... لغربلة الديمقراطيين.... من المستبدين والشموليين والفاشيبن ولو تدثرو بالثورة.... او الذين يريدون الرجوع بعقارب الساعة لما قبل الثورة الديمقرلطية والاجتماعية ....وكل هؤلاء لا محالة سائرون إلى مزبلة التاريخ... لأن الشعوب مهما كانت معاناتها... ومهما حصل من تجاذبات سياسية في مجتمعاتها....تبقى دائما تواقة للحرية...
وبحيث ... وخيكم يقول ويأكد.. أن الانتقال الديمقراطي في تونس اليوم في الطريق الصحيح…
وتعرفوش علاش؟
خاطر الأقنعة قاعدة تسقط... فالإنقلاب حرك ما كان مخفيا داخل مختلف المستنقعات الإستبدادية والشعبوية ... وأخرجه للهواء الطلق... أين سيقضي عليه الأوكسجين الذي تتنفس به الحرية والديمقراطية... فالإنتقال الديمقراطي... أينما حصل... ومهما كان البلد الذي حصل فيه...كان كاسنان المنشار.... حتى تستوي…
وإن ذلك اليوم لناظره قريب…
وبحيث.... المستبدون والشعبويون والشموليون والفاشيون... هم عملة واحدة ولو تقاتلو... فهم أعداء الشعب....مهما تدثرو به من ايديولجيات... ولو بدت سطحيا معادية لبعضها...لانهم من نفس مستنقع الإستبداد ينهلون.