كاراكوز شعبوي

كتب الصحفي زياد كريشان مقالا يتساءل فيه أين ذهب معظم هؤلاء الذين تقلدو مسؤوليات سياسية إثر الثورة. بعد الإنقلاب (هو لا يقول انقلاب على دستور ديمقراطي والحال انه صفق لهذا الدستور في مقالاته لما صفق له الجميع)..

لكن الموضوع الذي تطرق له مهم في حد ذاته.. لأنه وضع الأصبع على ظاهرة تتعلق بالانتقال الديمقراطي... وحصلت في كل البلدان التي صار فيها انتقال ديمقراطي ... ومهم التداول والنقاش فيه...وتمحيصه..

أما لما يستغل الموضوع ليقع الركوب عليه... بالتعميم ... او التحامل على الإنتقال الديمقراطي في حد ذاته كضرورة تاريخية للخروج بالمجتمع من الإستبداد.. او لتصفية الحسابات السياسية.. او بالإفتراء على الخصوم السياسيين.. فهي سلوكات سياسية مستنقعية.. وموقفهم هذا شعبويا... حتى لا أقول كراكوزيا…

فهناك منهم من هو ذباب زقفوني... يعتبر خرابا الفترة الديمقراطية بإيجابياتها وسلبياتها.. التي وقع الإنقلاب عليها... والتي جعلت منه مواطنا بعد ان كان رعية تحت بن علي ولا يتجرأ على الحديث في السياسة... هذا إن لم يكن مخبرا.

وهناك ذباب شمولي في معتقداته الخلفية... والتي لا يتجرأ الإفصاح عنها حتى لا يرمى بالإستئصالية .. أو يعتبر نفسه الفرقة الناجية وغيره من المواطنين عدو الشعب الذي يتكلم باسمه... وكأن الشعب غير متكون من طبقات وفئات اجتماعية متناقضة المصالح تمثلها أطراف سياسية مختلفة .. لكنه يمثلها هو جميعا وحده ... وهو هكذا غير واع ان هذه هي الشعبوية بعينها.. التي تؤدي في الحكم للاستبداد.... على الشعب .

وهناك ذباب لا يعترف بأن الثورة جعلت من جميع التونسيين مواطنين... وبصفتهم تلك لهم نفس الحقوق والواجبات... ومن بينها... ان لكل مواطن الحق في إدارة الشؤون العامة لبلاده... كما هو مضمون بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.. وتجد حتى من ضمن هؤلاء الذباب بعض من يندعي انه حقوقيا... لكنهم يعتبرون ان هذا الحق يقتصر فقط عليهم او من يشبههم.

فبحيث...

هؤلاء جميعا يعممون... فيتجاهلون عمدا...وبكل وقاحة لأنهم يعلمون ويغالطون ... ان الكثير ممن كانو وزراء.. او نوابا.. او مسؤولين او مستشارين في وزارات... او أعضاء في هيئات رسمية... او قيادات سياسية متنوعة المشارب ...الخ..."ذهبو" وسط طاحونة العلو الشاهق !!

فهم اليوم وإثر الإنقلاب على الإنتقال الديمقراطي.. إما في السجون بملفات ملفقة من طرف قضاء موظف ....أو ملاحقين بمثلها وفي حالة سراح مؤقت.... ومنهم من منع تحت طائلة الإعتقال عن الظهور السياسي... او التداول الإعلامي في القضايا المفبركة ضده وهي بدعة علو شاهق... او ممنوعين من السفر وهذا اعتداء سافر على حقهم في التنقل... او مغتربين في الخارج حفاظا على سلامتهم وامنهم وحريتهم... او مجبورين فيها على طلب اللجوء السياسي وهي معرة لتونس... وتدنيس لأخلاق ثورة حرية وكرامة نوهت بها شعوب العالم!!!

ولما يصدر ذلك التعميم... عمن لم يتضامن مع كل هؤلاء الضحايا لهذا الاستبداد.. اقول لهم شخصيا: كلامكم الطنان في النافخات زمرا.

من انتم؟

أنتم وقيم المواطنة و استحقاقات الثورة في الحرية.. وأخلاق ثورة الحرية والكرامة ...خطان مستويان لم يلتقيا.. بعد. وربي يفرج عليكم وبرة... من وضع الرعية.

وبرا وهف انشالله... يهز ما تروجونه من فظاعات شعبوية استبدادية كاراكوزية.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات