وهي الوحيدة التي توفر الحرية للجميع.... بعد عصور من الاستبداد... وهذا إن كانت محترمة من الحكم... أو في المجتمع... أو في الجمعيات الأهلية... أو في الأحزاب... ومن يعتبرها آلية لاغتصاب السلطة... أذكره بأن هتلر هو من أول من فعلها... للإنفراد بالسلطة وقتل الديمقراطية..والتسسب في موت عشرات الملايين من البشر....
وسار على منواله.... الكثير من المغتصبين... من كل الألوان...و التيارات... وفي كل تلك المجالات...ولو بأقل بشاعة وإجرام ضد الإنسانية .. وهم يُعرّفون في مجتمعاتنا وفي العالم... بشتى الأوصاف السياسية ... من شعبوية... إلى يمينية فاشية.. إلى قومجية...إلي يسراوية شمولية... إلي إسلاموية... الخ…
وكذلك إلي بني قاعدي وهي تخميرة ايديولوجية... لم ترقى بعد إلي مصاف المدرسة السياسية الإستبدادية كما التي قبلها .. ويعمل الإخشيدي الَمأدلج بها اليوم على إثبات انها مدرسة.... بالإجراءات والقرارات والأوامر والمراسيم التي يتخذها يوميا... الواحدة تلو الأخرى.... بعد أن اغتصب عن حين غرة كل السلط... ولو خٓرُبت البلاد... وسيفشل في ذلك فشلا ذريعا لا محالة .. ولكن بعد تدمير البلاد... و تجويع الشعب...
وكل منا... يستطيع أن يكتشف بسهولة طبيعة تلك التيارات المعادية للحرية والديمقراطية... وذلك من اجنداتها السياسية... لما لا تكون من أولوياتها.... الدفاع عن المكاسب الديمقراطية... وأولها ذلك الدستور الديمقراطي والمؤسسات المنبثقة عنه.... وتركيز ما تبقى منها....لثبيت الديمقراطية في مجتمعنا على كل المستويات... بعد ثورة حرية وكرامة....
ففي مجتمعاتنا نحن... التي لها تاريخ طويل مع الإستبداد المنغرس في كل مجالات الحياة والسلط والتنظيمات.. فالديمقراطية كقيمة حضارية تقدمية.... غريبة عن تفكير واقتناع وممارسة الكثير…
وهذا خصوصا وان الفكر السائد في المجتمع يبثه وتفرضه مختلف الأطراف التي لها مصلحة في ديمومة الوضع الاستبدادي القائم... والمستفيدين مصلحيا من ديمومته... اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا... وحتى بيئيا كما رأينا في قضية النفايات وغيرها وهي مجرد شجرة تغطي غابة....
وهذا كله.... توضح بشكل لا غبار عليه... بالموقف من الإنقلاب....وخصوصا بعد أن بدأ المنقلب بتفكيك المؤسسات الديمقراطية المنبثقة بعد الثورة.. لوضع لبنات حكمه الشمولي... ومن مواقف تلك الأطراف المختلفة التي لم تعر هذا الخطر الداهم المشؤوم أهمية... بل انصرفت إما في مساندة الانقلاب.... أو لم تع بخطورته لتواجهه... أو إلى اجندات سياسية او مجتمعية لا علاقة لها بالخطر الداهم على الجميع...بقتل الحرية والديمقراطية الناشئة…
فبحيث.... علاوة على ان الحرية والديمقراطية كقيم هي مستقبل البشرية... رغم المعوقات المتخلفة حضاريا التي تعيق تطورها هنا وهناك في مختلف بلدان العالم... فإنها الوحيدة التي تمكن الشعوب من الدفاع عن حقوقها الاجتماعية والاقتصادية،... من أجل العدالة الاجتماعية…
لأن الهدف الدائم للإستبداد... مهما كان شكله وأيديولوجيته... هو التصدي للجماهير العريضة وللضمائر الحية في المجتمع... لمنعهم من الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية ... ولا غير…
وهو الخطر الجسيم على كل مجتمع... الذي يجب التخلص منه... كلما كشر عن أنيابه.... كمهمة أولية قبل غيرها... وإلا فهو يأتي على الأخضر واليابس.... لا محالة...
وبحيث....إلي عندو وصفة أخرى اليوم... يتفضل ينورنا.