وقتاش باش يفهم البعض... ان منظمات حقوق الإنسان... ليست وصفة جاهزة كي الماركات المسجلة؟ ... أو cnss؟ منظمات حقوق الإنسان يا أكارم ... راهي متكونة من مناضلين متطوعين...يعني عندهم مهنهم وحياتهم الخاصة... ويخصصو أوقات منها للدفاع عن القيم الي يؤمنو بيها.. للتصدي للإنتهاكات ضد حقوق الإنسان في المجتمع... ولنشر ثقافة حقوق الإنسان في مفهومها الكوني والشمولي المترابط…
وهي أجسام مجتمعية متحركة... وتخضع لتناقضات داخلية... احيانا تكون جوهرية ومصيرية...لأنها ليست كائنات جامدة... وبما انها منبثقة عن مجتمعاتها... وبما أنها منظمات ديمقراطية... فهي صورة تقترب مما هو موجود في تلك المجتمعات ولو بصفة احسن لأن من ينتسبون إليها... محمولين نظريا على الإيمان بتلك الحقوق .. وبذلك المفهوم...يعني ان كل الناس في المجتمع مهما كانو يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق...
لكن هذا نظريا فحسب.... وهذا ليس في تونس فقط.. وإنما في كل المجتمعات... وفي كل تلك المنظمات... لأنك تجد فيها بالضرورة من يتسرب لهياكلها.. وهو لا يؤمن برسالتها... للتموقع في المجتمع "كمناضل حقوقي" صاحب مسؤولية في المجتمع المدني.. أو لاعتبارات شخصية (نسميهم شخصيا المقاولون.. وكتب عليهم كثيرا)…
وتجد أيضا المناضلين الصادقين الذين لا يتلاعبون ابدا عندما يتعلق الأمر بالتشهير بالانتهاكات.. ونشر ثقافة حقوق الإنسان... وذلك بدون حسابات... على أساس أن حقوق الإنسان لا تكون.... إلا في مفهومها الكوني والشمولي... ولكل الناس...
ولما يتكاثر التسرب في هياكلها من طرف من لا يؤمنون برسالتها... تعيش تلك المنظمات معارك داخلية يومية... بين الصادقين... والمتشعبطين الوصوليين ومن لف لفهم من نفعيين... علاوة على المعركة الخارجية من أجل التشهير بالإنتهاكات ونشر ثقافة حقوق الإنسان..
يعني تولي الحكاية وكأن الصادقين يتحملون في كل يوم.... وصباحا مساء.. وحتى يوم الأحد.. رفع حجرة سيزيف.. فهذا يعني من جهة أولى مواصلة النشاط الخارجي طبقا لرسالة المنظمة... وفي نفس الوقت خوض صراع داخلي لمواصلة القيام بتلك الرسالة!!! بالحق راهو... يلزم الواحد تكون عندو طاقة جبارة..
باش ما يسلش سفيرو... ويتلاهي بخدمتمو وعايلتو.. ويريض طاست مخو.... خاطر كي تجي تشوف بالرسمي وملخر... ما تلقى عندو حتى منفعة خاصة... سوى دودة حقوق الإنسان إلي احتلت طاست مخو.
ولكن هذا يجب أن يحصل أيضا... دون فرقعة للمنظمة...خاطر وقتها تندثر جملة وتفصيلا... لأنها تفقد قيمتها المعنوية في المجتمع... وهي "رأسمالها" الوحيد.... إن فقدت وحدتها... أو تغلب في قياداتها الوصوليون الذين لا يؤمنون في قناعاتهم الدفينة برسالتها التي بعثت من أجلها... وخصوصا بأن كل حقوق الإنسان لكل الناس…
وذلك بإيجاد كل يوم الوفاقات العسيرة مع هؤلاء الوصوليين ...حتى تقوم المنظمة يوميا برسالتها... وهناك من يعتبر تلك المنظمات cnss... متكفلة بكل المواطنين... الذين لهم ملف انتهاك.
وذلك رغم انهم يعلمون ان الإنتهاكات في مجتمع كمجتمعنا.. لا يمكن أن تحسب او تعد... في كل مجالات حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاجتماعية والإقتصادية والثقافية والبيئية..
ويتجاهلون ان عمل تلك المنظمات... خصوصا لما تكون ذات صبغة عامة... أنه لا يمكنها ان تعمل بالتالي.. إلا بالتكليف حسب ما يردها من تظلمات...من المنتهكة حقوقهم او من عائلتهم... او من محيطهم... ولا خاصة بالتوظيف... كما تفعلَ بعض الجمعيات التي لا تدافع إلا على سياسيين من نفس التوجه ...ولا تجدها تتضامن مع من يختلفون معها على أساس أن كل الحقوق لكل الناس!!
ورغما عن ذلك... يطلق بعض منتسبيها عقيرتهم بالصياح..
لما رغم علمهم بعدم وجود تكليف... يشنون حملات مغرضة... لعدم تحرك تلك المنظمات غير المكلفة من المعنيين بالتدخل ضد تلك الإنتهاكات...وكان مشكلتهم الأصلية مع تلك المنظمات... وليست مع السلطة!!!!!!!!
وهذا للقول انها تتحرك دائما... لما تتلقى الشكايات من المنتهكة حقوقهم... فتتدخل في شأنها ...أو لما تتلقاها شفاهة من المنتهكة حقوقهم... او من محيطهم... أو في بعض الأحيان لما تصبح قضية رأي عام... وهذه مسألة تقديرية ولا يمكن البناء عليها خصوصا لما يعلم الجميع أن الخلفية الحقيقية والجوهرية والبوصلة... هي كل الحقوق لكل الناس..لا غير... وما يدوروهاش تجاذبات. .. وحسابات... في غير محلها…
وفي كل الحالات... فتلك الإنتهاكات.. لا تمثل سوي جزء قليل جدا من الإنتهاكات التي تحصل في المجتمع في مختلف مجالات حقوق الإنسان... والتي يعمل ويتفانى فيها مناضلون متطوعون على حساب مهنهم وعائلاتهم وحياتهم الخاصة .. وهم لا ينتظرون شكورا من أي كان... لانهم مارسو قناعاتهم...
كنت نائب رئيس رابطة حقوق الإنسان بين سنة 2000 و 2011...التي كان رئيسها هاظاكا سي مختار الطريفي.. وكنت مكلف بتلك الملفات... لإيجاد معالجات لها.. واتكلم عن تجربة 11 سنة...وما نيش انظر. لكن صارتلي شخصيا فازات... وقت في البداية غفصت واتدخلت لدى السلطة آنذاك في ملفات انتهاكات بدون تكليف .... ياخي مولى المول... أو عايلتو... قالولي شكون كلفك انتي؟ تحب تزيد تعكرلي وضعيتي مع السلطة؟
حشمت على روحي وخيكم.. وقلت راني زلطها. عاد من وقتها خذيت درس ما ننساهاش... ونظمت الأمور في كتابة الرابطة... وكل مواطن يلزم يجيب شكاية ومؤيدات باسم رئيس الرابطة ويبصم عليها... مع المؤيدات والشهادات المرافقة…
وبالنسبة للقضايا ذات البعد الوطني.. أو إلي تعمل البوز.... يتفضلو المعنيين بالأمر يتصلو برئيس الرابطة...هوكا مقرو وتليفونو معروفين... وحتى المايل متاعو... ويطلبو منو وش يحبو... وهو طبعا يعرض الموضوع على الهيئة المديرة... وهي إلي تقرر كيفاش.. وعلاش…
كابيتو؟..ولا نزيد نفسر…
فبحيث... وقت ما تتصلش بمنظمة حقوقية باش تاقف معاك ضد انتهاك تعرضتلو... ما تقولش وينها وعلاش ماتحركتش حاسب روحك قبل...... ووقت تتصل وما تاقفش معاك... وقتها فقط من حقك تحل عقيرتك بالصياح... وتقول هاذم ما عندهمش في سبرهم كل الحقوق لكل الناس... وتشهر.. وتحتج.. وتعمل إلي نحب... وهذا حقك وقتها.
تي هو حتى cnss وقت الواحد يمرض... يصب عندو دوسيي.. ميكانش ماعندكش الحق باش تقلو خلصني. فبحيثَ.. رفقا بمن يحاولون متطوعون مواصلة تحقيق الرسالة... في ظل ظروف صعبة داخليا وخارجيا... فمن حاول واصاب فله أجران... ولم يصب فله أجر..
وانا اطالب لهم بالأجر... المعنوي طبعا من كل من يؤمن حقا بحقوق الإنسان في مفهومها الكوني والشمولي... وبقيم المواطنة وقيم الجمهورية، والديمقراطية، ودولة القانون والمؤسسات. ميكانش راهم من حقهم يبعثوكم تقضيو... ويعيشو حياتهم كيف برشة منكم.. وتقعدو بدون مساندة..
و بالرسمي نحكي... خاطر نعرف برشة فدو... من قلة المعروف... وهو شعور إنساني.. عاد موش قلتكم تقولش عليها حجرة سيزيف؟ لأني عشتها يوميا طيلة ثلاثة عقود من الزمن... الهرسلات هاذي من كل حدب وصب... من الداخل والخارج ومن السلطة... وتوا هاني نتفرج في العوج المتواصل ... وانبر.
هذا للتذكير لبعض الديمقراطيين... إلي نعتقد انهم ديمقراطيين... لكن ماشي في بالهم ان منظمات حقوق الإنسان وصفات جاهزة... أو أنها cnss وطبعا بكل الود مع من يعتقدون ذلك.
ميكانش تو نتغشش... بعد ما طاست مخي وصبعي... تعبو في نقر هذه التدوينة إلي فددتني... وصلحتها برشة مرات.