برشة عاملين فيها اليوم ما يعرفوش ان الدستور الديمقراطي هو عقد اجتماعي بين القوى الحية في المجتمع... بين الأحزاب التي تمارس السلطة وتمثل المواطنين بالإنتخابات... وبمساهمة المجتمع المدني وهو قوة إقتراح وسلطة مضادة لا تمارس الحكم.. وان الدساتير التي لا تخضع لهذا التمشي الديمقراطي التعاقدي...وجدت بكثرة... وموجودة في العالم اليوم... لكنها دساتير منزلة.. للحكم الفردي والإستبداد والدكتاتوريات والأنظمة الفاشية…
وهي غالبا ما تفرض من فوق بعد الإنقلابات... وعادة تمرر عن طريق استفتاءات شكلية...لأنه لا يطلب من الناخب رايه في موضوع محدد... وإنما يطلب منه التصويت عليها برمتها بنعم أو لا... بدون ترك الإمكانية للناخب لنقاشها وتغيير بعض فصولها حول مواضيع تضمنتها وهو ضدها... فيصوت في الأخير لا على الدستور ولا على محتواه...وإنما لصاحبه او ضده.. وهذا تزييف لإرادة الناخب الحقيقية وللسيادة الشعبية في المجال التاسيسي...وهو اخطره..
وهذا ما فعله بن علي بمناسبة تنقيح الدستور سنة 2002 الذي كان الغرض الحقيقي منه فتح الباب له للرئاسة مدى الحياة... وبدون أن يكون هذا الموضوع في الحملة التفسيرية للتنقيح... فوقع تغطيته بسحابة من دخان تتعلق بمواضيع أخرى.... دايور شارك فيها آنذاك... المنقلب اليوم على دستور الثورة الذي هو عقد اجتماعي بأتم معنى الكلمة وصادق عليه الجميع... ولذلك انقلب عليه ويعمل على تغييره بدستوره الشخصي للبني القاعدي.
عاد… تصورو بربي اليوم…حاكم فردي يهبط على الناس من فوق بدستور… بدون اتفاق عليه مع القوى الحية في المجتمع… وهو سيدبجا عمل الأمر نومرو 117 للحكم الفردي واستحوذ على كل السلطات… ووقت يحكي على الدولة يقصد شخصه المفدى الملهم العظيم… زعمة باش يعمل فيه سلطات مضادة لسلطتو… ويأسس لنظام ديمقراطي؟
يبطى برشة… موش شوية…
فبحيث…من يتناسى هذه الأبجديات…ويشارك في "حوار استشاري" على دستور معد سلفا… وتبقى الكلمة الاخيرة فيه لمُنزّله …لإضفاء شرعية توافقية صورية عليه… فهو لا يختلف عن ثلاث:
إما انه من دعاة الحكم الفردي ولو عن طريق الانقلابات… ومفرمت على دعاية أنظمة استبدادية تولت الحكم بالانقلابات.. او انه فاريني يغطي على فساده… اوصاحب مصلحة خاصة… أو أن له غرض في نفس يعقوب لا يتعلق بالدستور… ولا بصاحبه… وإنما بخصومه..
وفي الحالات الثلاثة فهو عدو للحرية والديمقراطية… ولمصالح الشعب في الحرية والديمقراطية… ويجب التشهير بسلوكه… لأنه سيكون مجرد شاهد زور… لا غير…