شخصيا كنت نتصور في برشة مناضلين انهم يؤمنو بالبديهيات... مثل الحرية... والديمقراطية.. وقيم المواطنة...والقيم الإنسانية.. ودولة القانون والمؤسسات الديمقراطية...مع الحقوق الإجتماعية المبنية على التنمية المستدامة والحكومة الرشيدة والسيادة الوطنية... طلعت غالط... وغالط فيهم..
هذا "ينظرلك" على الحقد الطبقي.... وهو موش مستوعب حتى البيان.. هظاكا متاع 1948... فاهمو حقد على الأشخاص والخصوم السياسيين.. وموش حقد على الإستغلال والإضطهاد.. وقت هي أمور بازيك. وشتل أخرى عاملة فيها ثقفوت نظروت من اليسار.. وهي موش مستوعبة الأبجديات..هيكا زادة موجودة في البيان مند سنة 1848.
موش مستوعب مثلا ان في كل مجتمع رأسمالي توجد بالضرورة طبقات وفئات متناقضة المصالح الإجتماعية.. تتصارع على السلطة بواسطة أحزاب وتيارات سياسية تمثل تلك المصالح لتحقيقها لفائدة من تمثلها…
وان تلك التيارات السياسية موجودة في المجتمع حب من حب وكره من كره.. لأنها هي التي تمثل مصالح طبقات وفئات اجتماعية موجودة في الواقع.... وهي في صراع سياسي متواصل فيما ببنها... وان المطالبة باستئصالها من المجتمع بالقمع هو موقف استبدادي إن لم يكن فاشستي...علاوة على أنه غير مواطني وغير إنساني... وهذا يتناقض جوهريا مع القيم البازيك لليسار العالمي الذي ناضل منذ بروزه منذ قرنين من أجل حقوق الإنسان ودولة المواطنة.. وكان له دور تاريخي مهم إن لم يكن رياديا في تشكيل منظمات حقوق الإنسان في مختلف دول العالم... ومن بينها تونس... وقد كان له هذا الدور في تونس مع غيره من التيارات الفكرية زمن الإستبداد... إلا أولائك الاستئصاليين الذين كانو يدعون انهم من صلبه... وبرزو سياسيا للوجود يوم 15 جانفي... بعد أن كانو مختفين في النقابات والمجتمع المدني تحت غطاء الاستقلالية... طبعا عن اليسار المناضل ضد الاستبداد .
وموش مستوعب وان كل سلطة مهما كانت تمثل بالضرورة مصالحا مكشوفة.. وهي لا تخفيها في ممارساتها وقراراتها اليومية ... حتي لو كان خطابها شعبوي.. فلم يتساءل مثلا... عمن تمثل سلطة الأمر الواقع لقيس سعيد اليوم...هذا طبعا... إن لم يكونو على علم ويتسترون عليه. أليس هو من يتفاوض عن طريق رئيسة حكومته مع صندوق النقد لرفع الدعم عن قوت الشعب الذي يريد؟.. . وسيفعل ذلك.
أليس هو الذي يتمسك بالمنهج الليبرالي المتوحش في الإقتصاد على حساب قوت الشعب الذي يريد؟ ...مثل قانون استقلال البنك المركزي عن الدولة... وهي بدعة حديثة في تونس فرضها صندوق النقد والاتحاد الأوروبي..
وقد تسببت سيديجا في تفافم مديونية الدولة... خصوصا بالترفيع المتواتر في نسبة الفائدة ... ومزيد الإرتهان للخارج...وجعلت عجز الميزانية تموله البنوك بفائض يتفاقم كل سنة اكثر مما يعمق العجز أكثر.. عوضا عن توجيه تلك القروض للإستثمار الداخلي والتشغيل.. كما كان يحصل قبل إقرار استقلالية البنك المركزي... وبعد يعملو فيها موش فاهمين علاش زادت الحرقة في عهد القيسون... وعلاش زادت الأسعار.
ولاخر يغالط في الشعب الذي يريد صباحا مساء ويوم الأحد ويندعي انو إحتكار... وكأنو ما كانش موجود الإحتكار قبل..وفي كل مجتمع رأسمالي وقت تنقص اي بضاعة في السوق... وقت الحقيقة انو ما عادش قادر يستورد البضاعات الآساسية لمعيشة الشعب الذي يريد . تي حتى البنزين اليوم ضربو الطش..في هاذي حشم ما قالش إحتكار... خاطر ما يقبلها حد.
خلي عاد من المواد لخرى الأساسية المفقودة من السوق.. بداية من زيت الحاكم واليوم الحاكم هو القيسون..ولي نساه أصلا الشعب الذي يريد.. الخ من المواد... ورغم ذلك تلقى شكون ما زال يعملو في الفارينة يا بوڨلب....وقت السياسة بالنتائج وموش بالخطب... وعاملين فيها يساريين وقت هاذي سادية ضد الشعب .
وشتل أخرى موش فاهمة ان الشعبوية السياسية التي تنتهج الكذب على الجماهير للتمكن من السلطة ... هي إحدى تلك التعبيرات السياسية للرأسمالية في شكلها القمعي والرجعي عن المكاسب التقدمية والديمقراطية التي تحققت وتراكمت بفضل نضالات أجيال....
وانها تبرز عندما تتفاقم الأزمة الإجتماعية وتتعمق الفوارق الطبقية.. كشكل سياسي من أشكال الدفاع عن الرأسمالية.. . وتسحق في طريقها للحكم كل التيارات السياسية الأخرى.. واولها الأطراف الليبرالية التي تنازعها آنيا في الحكم ... وخصوصا تلك التي تؤمن بدولة القانون والمؤسسات.... لأنها لن توافقها في استهداف بالقمع الأعمى.. الطبقات والفئات الإجتماعية التي هي هدفها الحقيقي..
وهذا هو التمشي الذي انتهجه المنقلب على دستور الثورة منذ 25...وكرسه في الواقع منذ ذلك التاريخ... وبعد "انتخاب" مجلسه التشريعي الصوري البني ويويست يوم 17 ديسمبر المقبل بإقصاء هؤلاء الليبراليين منه... خلافا لما كان موجودا في المجلس الذي حله...سيتفرغ لتطبيق برنامج صندوق النقد بتجويع الشعب الذي يريد أكثر مما هو عليه... وسيواجه النضالات الشعبية السلمية بانتهاك حقوقها المدنية والسياسية.. فعلاوة على الترسانة القانونية الموروثة منذ الإستبداد.. اضاف لها سيديجا مراسيما أخرى مثل المرسوم 54 القاتل لحرية الصحافة والتعبير .. ومراسيما واوامرا لتدجين القضاء لاستعماله كعصى للقمع لصالحه وليس لحماية الحقوق والحريات... الخ.. والبقية في الطريق.. فدستوره الذي لم يوافق عليه الشعب الذي يريد يسمح له شكليا بذلك…
وشتل أخرى... إلي هذا عامل فيها مناضل يساري كبير وكذا... وما زعيم كان في الخطب بالشعارات الطفولية والطفيلية...ضد الخصوم إلي حاقد عليهم.. وقت هو اجتماعيا وسياسيا.. بورجوازي صغرون معتد بأناه المتورم ومازال يحسب روحو يخطب فوق حجرة سقراط... وطبعا لا عندو برنامج سلطة يفسرو للناس إلي يندعي يناضل من أجلهم.. وموش فاهم بعد عشرة سنين من الحرية السياسية انو بالنسبة للمناضل اليساري ولغيره من ذوي الحساسيات الأخرى.. مسألة السلطة هي البوصلة…
وحتى بعد انقلاب لإرساء حكم فردي مقاصدي ورجعي.. ينسف التراكمات التقدمية والديمقراطية إلي تحققت بفضل نضالات عقود طويلة.... تلقاه يعنعن في الدعاية الشعبوية ويعتبرها خراب وناسبها لخصومه إلي حاقد عليهم ويحب كيف اي شعبوي او فاشي يستأصلهم من الوجود...في عوض يكسب الجماهير ببرنامج حكم ضد اطروحاتهم.
والانكى أنو ما عندوش موقف من سلطة أمر واقع بفضل انقلاب...وقت من تراث اليسار العالمي التصدي لكل انقلاب يعمل على تأسيس حكم فردي ينتهك بطبيعتو الحريات والحقوق المدنية والسياسية للجماهير الشعبية لثنيها عن المطالبة بحقوقها.. لكنو ديما عامل فيها ديك بو شوشة حمرا... في غابة من الذئاب.. حتى لليوم إلي ياكلو الحافر كيف غيرو... ووقتها بركة يفيق وقول.. واك واك.
الخ... خاطر ثمة انواع أخرى... هاظوكم متاع مني تخرج وكذا .. لكن ماثماش معاهم تناقض أساسي وإنما تناقضات جوهرية. وبالتالي موش محلهم من الإعراب في هذا المقال..
وطبعا... مانيش باش نحكي علي ماخذ وضع الرعية الذبابية.. وموش فقط في علاقة بذلك النوع من الديكة بو شوشة حمرا .. ولكن أيضا في علاقة بالحاكم بأمره مولى سلطة الأمر الواقع الرجعية...هاك إلي ما يعرفو كان السب والشتم والإفتراءات والإعتداءات على الكرامة الإنسانية... هاظونا لا يُحكى معهم....فهم في مستتقعاتهم فرحون مسرورون.
فبحيث.. هاظوكم جماعة التناقض الأساسي طلعو خسارة...لكنهم شدو بلاصتهم مع الرجعية المقاصدية الشعبوية.. لكن إلي موش خسارة في الميضوع متاع الانقلاب وما انجر عنه من كشوفات ..... أنها لكلها عملت فريش... حتى لوكان خذات وقتها..
المهم انه لا يمكن البناء من جديد بدون وضوح البوصلة...بعد عقد من الثورة.... فشكرا قيس سعيد... لقد أمطت اللثام عن المستور ... بدون أن تدري.