المزونة... معتمدية من ولاية سيدي بوزيد التي بقيت مهمشة... وهي بلاد الشهيد البوعزيزي رحمه الله ..

فبحيث.

مواجهة المطالب الشرعية بالقمع...عوض إيجاد الحلول الجدية مع المتضررين من سياسة سلطة الأمر الواقع .. والتهرب من المسؤولية السياسية المفضوحة بتحميلها لمنفذي التعليمات السياسية المعينين من طرفها... وللمحتجين بنعتهم بالفوضى والتآمر الخ... من الخزعبلات الكركوزية.. عملا بنظريات المؤامرة الخرافية.. الخ..

فهذا يذكر بخطاب "بكل حزم"…

وبالتسويف بالشعارات الشعبوية الهلامية التي تطالب البطون الخاوية بثورة في الفكر... وللمواطنين المحرومين من ابسط الحقوق وأولها الأمان على حياتهم بأنها المشيئة الإلاهية لما لا تقوم السلطة السياسية بما هو محمول عليها من توفير للإمكانيات التنموية …

فهذا يذكر بخطاب "غلطوني" الذي حاول صاحبه التهرب به من المسؤولية السياسي ..

وكل هذا إن عاد… وممكن أن يعود … فسيكون في شكل مهزلة… مهزلة من لا يتعظ بالتاريخ.. والحال انه تاريخ قريب… فاحذروا غضب المهمشين والمقموعين….وتواضعو قليلا.. فغضب المواطنين يبين أن الشعب لا يريد… ولن ينفعكم الأزلام الفارينين… فهؤلاء سيكونون أول من يطالب بجلدكم.. خوفا عن جلدهم…

وبحيث…

بالنسبة للمعارضات…والأجسام الوسيطة المهتمة بالشأن العام.. اذكر الجميع… أن أي منها لم تقد ثورة 2011… بل كانت ثورة مواطنية ضد الاستبداد والفساد.. من اجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية.. شارك فيها بصفة عفوية مواطنون ونشطاء سياسيون ومن المجتمع المدني ونقابيون.. ولم تقدم المعارضات برامج سياسية واقتصادية واجتماعية… تبنى عليها الجمهورية الثانية..لا قبل الثورة ولا بعدها!!

ومن شارك فيها من منضاليها لم تكن لهم رئية لمآلاتها….سوى شعارات… والديقاح لم يطرح إلا يوم 14 جانفي…سوى بعض الأطراف التي طالبت به.. خلافا لغيرها.. فقبل الثورة كل كان يغني على ليلاه…ولم يكن هناك ادنى تنسيق حول التكتيك السياسي المرحلي… بل كان "التفزعيك"السياسي هو سيد الموقف…والكل يعتقد انه صاحب الحل والعقد . بل وهناك حتى من باع واشترى مع زمرة بن علي… للمشاركة في حكومة "وحدة وطنية" إلي 2014.. إلى أن هرب بن علي.

وهناك حتى من قبض ملايين الدنانير… قبل هروبه…لتقديم الولاء والتأييد لبن علي..ثم أصبح ثوريا يوم 15 أصحاب الشعارات الثورجية الهلامية. الخ…الخ… حتى لا احكي على أهل الكهف…

في تحصل.. هذا الوضع لم يتغير جوهريا .. بل تفاقم بعد الإنقلاب على دستور الثورة الديمقراطي الشرعي.. بظهور جماعات المسار الشمولية المنظمة … التي تربت على عقلية الموقع قبل الموقف… وخاب أملها في المواقع من البني القاعدي.. وحتى من منها تحصل على موقع سرعان ما اطرد منه.. ككبش فداء لسلطة ليست لها برنامج تنموي سوى تخريب المكاسب… ولا تزال تأمل في السترابنتانات.

ملخر؟ لا يوجد اليوم أي طرف سياسي له برنامج سياسي تكتيكي ملموس.. يشكل بديلا للتخريب القائم. وحتى لو وجد طرف له هذا… فلن ينفع.. لأن الخلاص اليوم في الواقع السياسي الحالي… لإنقاذ البلاد من مزيد من التخريب.. إما أن بكون جماعيا.. أو لا يكون..

فبحيث… في ظل هذا الوضع… فنحن نسير كلنا نحن المجهول..

وربي يجبرلنا وبرة… كما كانت تقول المرحومة أمي أمام الخرافات … رغم أنها كانت أمية… لكنها تعلمت من الحياة المعاشة ما ينير الكثير.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات