تنجمها أنت؟"، أنا لا أكره الصيف، بل هو الذي يكرهنا

في مثل ليلة البارحة، كان الواحد منا يطبخ في العرق وسط الفراش بين فيالق الناموس وقباحة الشباب الذين يتناولون البيرة بين العمارات أو في هذا اليوم الذي هو واحد من النهارات الزرق المغلقة، تزداد قناعة أن الصيف فصل عدائي، ليس فقط للفقراء بل أيضا لـ 90 من الشعب،

أنا فتحت عيني في هذا العالم عندما كان الصيف فرصة للصابة والخير والهطاية والتزاور والحب والأعراس، الصيف في الريف جاف حرارته محتملة، في ليالي صيف سركونة كنا نتغطى منذ منتصف الليل مع صفر تلوث ولم نكن نعرف هذا العرق الزيتي الذي يجعل ملابسنا تلتصق بجلودنا وأنفاسنا تصبح ثقيلة، أصلا لم نكن نعرف الناموس، فقط الوشواشة التي تختص بالمواشي،

الآن، في هذا الجحيم الأرضي، أنت تنظر إلى المكيف بو 2600 دينار لكنك تتذكر فاتورة الكهرباء التي تناطح الـ 400 دينار، والصباح الذي يبدأ فيه العرق والرطوبة الملوثة منذ الخامسة فجرا؟ ثم وأنت تذهب إلى Downtown للعمل، هل تختار ميترو تموت فيه اختناقا إن جاء، أم سيارتك وسط الاختناق والفوضى المرورية في حضيرة طريق منذ زمن لم تعد تذكره مع غلاء أسعار الوقود والـ 8 دنانير يوميا للمآوي؟

تفكر في الاصطياف؟ بيت بـ 80 مترا مربعا على بعد 15 د عن الشاطئ لمدة أسبوع بـ 1500 دينار، ثلاث مرات الأجر الأدنى ويلزمك مثلها للمصاريف، ثلاثة ملايين لأسبوع، "تنجمها أنت؟" وأنت خارج من ديون مصاريف عيد الإضحى التي كلفوا فيها لك كيلو لحم الخروف بـ 80 دينارا ومصاريف نجاحات الأقارب؟

بقي لك السهر في الشارع أو سطح البيت، حيث تقام الأعراس التي تفرض عليك السهر إلى الرابعة فجرا لتظفر بساعة أو ساعتين نوما، ستصبح صديقا للناموس وتعرف رغباته وتستجيب لها طوعا، لذلك: ليذهب الدلاع وكل غلال الصيف إلى الجحيم، لم يعد البحر في إمكان الفقراء، فلماذا تحلم به؟ ماذا بقي لك؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات