إذا سألت الله، فاسأله حظا مثل حظ السيد عبيد البريكي الذي ترشح لانتخابات الرئاسة في 2019 فاكتفى بـ 5799 صوتا من الشعب بنسبة 0.17%، أي أقل من سكان دشرة نبر في الشتاء، ورغم ذلك، فهو من أكثر السياسيين حضورا في وسائل الإعلام، وهو يعطي "رأيه متاع 0.17%" في كل شيء من الدستور إلى حرائق الصيف ويجد حظوة في كل بلاتوهات الإعلام حتى أني لا أذكر أن أحد سأله حتى من باب التكذيب عن حكاية استغلال الصفة لإلحاق تلميذة نجحت بمعدل 10/20 إلى كلية الطب أو إغداق بن علي شخصيا على بعض جماعة الاتحاد بأراض من الملك العام مقابل الصمت وعدة أشياء أخرى طريفة في هذا الوطن الكئيب،
والسيد عبيد البريكي انتقل في آخر حياته المهنية من تعب النقابات إلى كرسي وزارة الوظيفة العمومية في وزارة العشرية السوداء أوت 2016- فيفري 2017 التي يسبّها اليوم ويبرر بها دعم الدستور الجديد، فأنشأ في ماي 2017 الحزب رقم 212 تحت اسم "تونس إلى الأمام" الذي رشحه كما هو متوقع لرئاسة الجمهورية دفعة واحدة،
لكنه لم يحصل على شيء، لا في الرئاسة ولا في التشريعية، الحظوة هنا أن السيد عبيد البريكي قدم استقالته من الحزب "لفشله في تحقيق الحد الأدنى من أصوات الناخبين"، أما كي تبدا عندك الرجال يرجعوك بالسيف للقيادة والسياسة والفتوى ويجعلونك قارا في وسائل الإعلام متاع "طاحونة الشيء المعتاد" حيث لا تطرح الأسئلة الحقيقية أبدا،
ولما اتخذت علينا وسقط النظام البرلماني على رؤوسنا لم يجد السيد عبيد البريكي أية صعوبة في التموقع والظهور المتواتر لكي يقول لنا إن الدستور الجديد جاء "استجاب لتطلعات التونسيين وسيساهم في الدفع إلى الأمام لتأسيس مشهد سياسي مختلف وينقذ البلاد من حالة التفتت"،
شكون التونسيين الذين تتكلم باسمهم؟ الـ 5799 الذين انتخبوك الذين يمثلون 0.17%؟ لا يمكن أن تكون محظوظا في هذا العالم أكثر من هذا،