زميل يسأل: وكالة رويترز قالت إن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس أعلن عن "وقف التعامل مع تونس مؤقتا بسبب تصريحات رئيس الجمهورية بشأن المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء"، ماذا سيقول الكرانكة الخبراء في كل شيء في وسائل الإعلام التونسية؟
ساهل: من حيث المبدأ، نحن نعيش واقعيا بالأمر الرئاسي الرائع عدد 117 وهو يجيب على كل الأسئلة الوطنية والقومية والاجتماعية والحقوقية فما بالك بلعب الصغار مثل الاقتصاد وخلق الثروة والحليب أو القهوة، لأنه، أخيرا، فوق الدساتير الفوضوية العميلة، يجمع كل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية في يد واحدة وهي اليد المباركة للسيد الرئيس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يحتاج إلى أي شكل من أشكال تقسيم السلط فما بالك بالمعارضة أو التآمر على أمن الدولة، ثم إنها، حسب مفسري وشراح السيد الرئيس الطريقة الوحيدة لاسترجاع الثروات المنهوبة التي ستحل كل المشاكل دون حاجة إلى أية خطة اقتصادية، لننتظر فقط،
أتوقع أن يقول السادة الكرانكة أن البنك الدولي هو مؤسسة امبريالية صهيونية استعمارية تعادي الأفكار العظيمة في التحرر في تونس بالذات التي لم تسبقها إليها أية أمة قومية عرقية، ورغم أن هذا البنك خدعنا ومول عشرات المشاريع العمومية في تونس، فقد آن الأوان لنكشف مؤامراته وهو ملك للأمم الأوروبية التي تريد أن تجعل من تونس مستوطنة إفريقية لحماية نفسها من الهجرات الإفريقية، يكفي أن نقول له، على طريقة الذئب في علاقته بالعنب: "بقلة ماكي قارصة"،
يضاف إلى ذلك استهداف الأمة التونسية بمؤامرات الاستعمار والصهيونية والماسونية المتحالفة مع الإسلاميين والمعارضة التي تبين أنها ليست ديموقراطية أصلا وعموما هي تحالفت مع الإسلاميين وقتلة الشهداء والذين نالوا تعويضات مالية فاحشة من الدولة، يعني مع الصهيونية العالمية وهي مجرد حشرات وسكارى وجراثيم لا حل لها إلا بالكمياوي، فيما نحن، الـ 8% الباقين، الشعب الأفضل في هذا العالم، أما المنجز الإنساني منذ القرن الثامن عشر في الديموقراطية والفصل بين السلط فهو مجرد خزعبلات ماسونية لا تهمنا،
في الأثناء، الراجل فيهم، إلي يندعى بروحه، يعبر عن موقف يعارض موقف السيد الرئيس أو ينتقده أو يدعو إلى إنهاء العمل بالأمر النابليوني عدد 117، اللغة الوحيدة هي ما قاله وزير التربية الجديد: "'الوضع السياسي مستقر والوضع الاقتصادي سيتحسّن.. والإقلاع سيكون خلال أيام"، أيام؟ والله؟ لم تر أرقام المعهد الوطني للإحصاء أو البنك المركزي؟ لا؟ صحة،