أنا، بصفتي صحفيا في الإذاعة العمومية، ممنوع إداريا من الإدلاء بأي موقف له علاقة بالانتخابات، إنما وصلني بيان عائلي، عليّ إيصاله من باب العمل الصحفي والانسانية والانتماء، وفيه:
نحن، مواطنو سركونة المهجورة من الهوايش الأليفة وأساسا من كلبي الشخصي الذي رافقني في أكثر هملاتي جنونا والهوايش المتوحشة والأرواح الشريرة التي تحمي كنوز الرومان الذين عاشوا هناك منذ 18 قرنا ومن الأشجار والنباتات والعزلة والعيون وصوت الرياح ومتعة مشاهد نجوم درب التبانة في ليالي غياب القمر وما بقي من أرواح المؤسسين من شارن وحلفائهم المهجرين من أولاد عيار والفراشيش والسطايفية وكلهم يقرون أنهم مهجرون لجأوا منذ قرون إلى حصانة سركونة بشروطها هربا من القمع إلى "أرض العسل والفرائس من الحجل والأرانب والغزلان" كما وردت في كتب المؤرخين، نعلن أننا لن نقبل أي ضحية من ضحايا النظام الحالي حفاظا على الأمن الوحشي الجبلي ونعلن أننا سندعم أي اقتراح سلمي لعيش الناس بعيدا عن سركونة،
وبما أننا "قوة اقتراح" فنقترح على السيدين عبد اللطيف المكي وعماد الدايمي توحيد جهودهما لتنازل أحدهما للآخر بدل إسالة الدماء الأخوية عبثا، وبالنسبة لأنصار السيدة عبير موسي نقترح تنازلهم للسيد منذر الزنايدي، أما بالنسبة لأنصار المسار و25 جويلية والعشرية السوداء وأولهم السيد زهير المغزاوي ومن معه سواء كانوا خارج السلطة أو داخلها أو تخلت عنهم لأي سبب من الأسباب، أموركم، ابدأوا بالسيد زهير حمدي، والله الموفق لكم، وإلا لن تصوروا أكثر من 10 آلاف صوت،
ملاحظة منهجية: بجاه ربي ليست سكرونة، سكروتة راهي نوع من الجبة وليست بلدا مستقلا، توقفوا عن الإساءة إلى سركونة، هي كلمة لاتينية اسم لشجرة كبيرة منقرضة، وأيا كان الأصل، سركونة هي حلم الاستقلال وبدء الحديث مع الطيبعة والأصل وعلاج أمراض الضغط والسكري والفوضى الأخلاقية، أي خطأ في اسمها هو علامة على الثقافة الشفوية السطحية السائدة، فيما سركونة هي ثقافة العمق والقدرة على العودة إلى القدرة على إعطاء معنى للعلاقة الأصلية بين الطبيعة والإنسان والكلب والحلوف والثعلب والعين،
ملاحظة منهجية أيضا: لا تقبل سركونة أي شكل من أشكال الأنشطة الانتخابية، ليس فيها أي تمثيل انتخابي أو حتى مواطني وهي ليست موضوع أي شكل من أشكال التنافس السياسي،
قالك قبل، قبل برشة، كان المواطن المعوج متاع "اضرب والشعب معاك" يرمونه في وادي تافيفرا الذي ينطلق من مرتفعات أولاد قانة شرقا حتى وادي جيملة ثم وادي بولحناش الذي يصب في ملاق ويتمتعون برؤية رأسه يصطدم بالحجارة الضخمة في منعرجات الوادي المتوحش، وفي رواية أخرى يتركونه للضبع يأكله دفعا للفأل السيء في غابات عرقوب الغزال، والله أعلم،