لأسباب منهجية بحتة متعلقة بالاقتصاد والجيش ولأنها "لا تركب على بعضها"، أنظر بحذر إلى الأخبار التي تروج هذه الأيام "ما تخافش، بره اخدم"، الجزائر ستمنح تونس 12 مليار دينار أو أورو أو دولار أو حتى صوردي، الخبر تسرب من وزير تونسي يفترض أنه عاقل،
أراد أن يسرب أنباء إيجابية إلى محيطه دون أن يقول إن كان ذلك قرضا أو وديعة أو هبة، وفي كل الحالات نحن لسنا من الذين يسددون قروضهم القديمة حتى يعطوا وعودا بخلاص قروض جديدة، فهي ماء في الرمل، في أحسن الحالات يمكن الحديث عن بدء خلاصها بعد أكثر من عشرة أعوام،
عبد المجيد تبون يحب أن يزور تونس بعد ترتيب الكثير من الأشياء الصعبة مع تونس، بين البلدين في الحدود، سيعرض الجزائريون أشياء عملية منها الفلوس وبعض التسهيلات في الغاز. الجزائر لأسباب متعلقة بها تنفق أموالا طائلة على التسلح وهو ما ينهك مواردها، لكن، لا الجزائر بلغت درجة الحاجة إلى شراء موقف تونس بالفلوس ولا تونس يمكن أن تمثل خطرا يمكن شراؤه بمثل هذا المبلغ الطائل، أكبر مبلغ دفعته الجزائر من أجل تونس كان 100 مليون دولار،
لكنها لم تقبل أي شكل من أشكال الخزعبلات التونسية لما يتعلق الامر ببيع الغاز إلى تونس وكانت المفاوضات معهم مضنية وصعبة مثل كل ها هو مشترك بين البلدين، والجزائريون يعتقدون أنهم يملكون ألف مبرر للحذر من تونس في كل مراحل العلاقات التاريخية منذ صراع البايات في تونس مع الدايات في الجزائر إلى الصراع المكتوم بين بورقيبة والهواري بو مدين،
وما تزال الجزائر رهينة العقيدة المخيفة من أن تونس هي الخاصرة الرخوة التي تأتي منها كل المشاكل، يمكن الحد من مخاطرها لكن لا يكمن الاطمئنان إليها، صراع عقلية، لكن لا أحد يفهم مبرر أن تدفع الجزائر مثل هذا المبلغ الطائل من ميزانية تمويلها دون أن تكون إزاء خطر داهم، يصبح ترتيبه أوليا قبل المخاطر الداخلية التي لا تبعد كثيرا عن تونس مثل الدعم على المرافق العمومية والتشغيل والاسثتمار العمومي، الله أعلم.