توه وأنا أعود لمعالجة خباثة الخطاب في "الحديث الدوري" للرئيس ماكرون إلى الشعب الفرنسي، "حتى كان الحديث عيب" كما قال عمي الذيب في رواية أبي رحمه الله، ياخي ألا يستطيع السيد الرئيس الذي انتخبه الشعب الذي يريد بنسبة 72.71 بالمئة أن يقبل "بجلسة حوار صحفي" للشعب،
ملغمة بأناس لا علاقة لهم بالصحافة، تعينهم الرئاسة وتدربهم طيلة ثلاثة أيام مغلقة في الحمامات على الطريقة المسرحية لطرح الأسئلة المكتوبة مسبقا والملامح التي عليهم انتحالها وطريقة وضع الساقين واليدين فوق الطاولة والإنصات الخاشع وعدم اللعب بالستيلو الذي يعني خطر احتمال الخروج عن الأسئلة المكتوبة منذ أسابيع والتي عالجها جماعة من أصحابنا من أكبر "بواتات الكوم في باريس"، حتى لا تكون فيها أسئلة عن مآل دبو البطاطا الذي خلعه ليلا تحت الكاميرات برشكلو أو مصنع الحديد الذي داهمه ليلا تحت أسطول من السيارات المدرعة وتغطية من درون التصوير الليلي، أو محاولات الاغتيال في القصر أو بالخبز، وحفرة سفارة فرنسا وسر تسيير الدولة بالمراسيم رغم انتصاب مجلس نواب بـ 8.8 بالمئة من الناخبين وكذلك أسرار رفض الاستشارة التي طلب فيها العدد القليل من المستشارين تنقيح دستور 2014،
ثم أسباب رفض إعادة القضاة الذين حكمت لهم المحكمة الإدارية بالعودة وقضية الـ 25 التي اختفت تماما، ثم أين يوجد السيد كمال اللطيف سيدي الرئيس؟ لماذا لا يتحدث عنه أحد؟ هذه كلها أسئلة قبيحة، لا تجوز في مثل هذا الحوار الذي يفترض عقد عمل يمنع عليهم فيه الحديث عن خلفيات الحوار الخارق الذي لن يتكرر أبدا، والذي ستصوره عشرات الكاميرات الفيكس والترافل والمحمولة والدرون تحت عشرات الكشافات الملونة في حديقة قرطاج يكون مطلا على البحر مع تكثيف أصوات الموج،
أنا راني قلت "حتى كان الحديث عيب"، وللتذكير فقد قال أبي رحمه الله إن عمي الذيب دخل قرية فوجد جماعتها يجلسون تحت التوتة يتعاركون ويأكلون اللحم من بعضهم حول الأقانيم الخمسة المقدسة فقال لهم: "بالله، حتى كان الحديث عيب، ياخي غنمكم أين يسرح؟"،