ليست لي أية رغبة ولا إمكانية مادية للسفر إلى أوروبا في ظل قيمة الأورو إزاء فلوسنا الهزيلة، لكني أتابع هذه العلاقة المذلة بيننا وبين TLS الشركة الخاصة المكلفة بمعالجة طلب التأشيرة والتي لا تخضع إلى أي منطق ديبلوماسي أو حتى تجاري بحت إذ ترميك المنظومة الإعلامية إلى عدة أشهر من انتظار مجرد موعد ينتهي عادة بالرفض،
السيد بسام الميساوي، المدير الإقليمي لـ ''TLScontact'' بشمال أفريقيا، قال لموزاييك: إن الضغط الحاصل على مستوى الطلب الذي بلغ السنة الفارطة 125 ألفا"، أصلا، هل هذا رقم مخيف في بلد مرتبط بأوروبا في كل شيء من الدراسة والطب و80% من التجارة وصولا إلى العلاقات العائلية؟
باهي، في كل الحالات، ماكينة الشركة تاكل فلوس التوانسة "هابطة طالعة" كالمنشار بأجر فاحش حقا، أكبر من الأجر الشهري الأدنى في تونس عن كل مطلب، عن عمل لا يستحق أكثر من ربع ساعة وفي دول أخرى تقوم به الآلة مجانا والدفع يكون في حالة القبول فقط بمبدأ أن الرفض على مسؤولية الرافض، رغم أن الرفض هو النتيجة الأغلب بنسبة مزعجة في تونس، فماذا لا تنتدبون ما يكفي من الموظفين لمعالجة الملفات في وقت معقول وغير مهين للناس طالما أنكم خالصين في كل الحالات وبسعر فاحش حقا؟
ورغم ذلك، فإن القضية ليست هنا سي الميساوي: أعطونا مبررات الرفض لكي نفهم؟ لماذا يتم رفض طلبات التأشيرة رغم توفر كل الشروط حتى غير المعقولة والتي لا علاقة لها بالحرقة والبقاء هناك؟ هل يمكنكم أن تنشروا لنا شروط العقد بينكم وبين القنصلية الفرنسية لكي نعرف حدود اجتهادكم وطبيعة علاقتنا بدولة فرنسا؟ هل أن شركتكم هي التي رفضت أم القنصلية ولماذا؟
خلونا نعرف من يقف وراء التضييق على التأشيرة، ثم هل هناك إمكانية لمراجعة قرار الرفض اعتمادا على الشروط الأساسية التي تطلبها دولة فرنسا للحصول على تأشيرة السفر المذلة؟ أقول لك شيئا على الثقة سي الميساوي؟
البقرة التي بلا ذيل، ينش عنها الله الذباب، وهذا موضوع آخر لم يعد يتسع له مثل هذا المقال، لكن يكفي أن أذكرك بأن فرنسا اتخذت قرارا في أكتوبر 2021 بتضييق عدد التأشيرات على سكان شمال إفريقيا بحجة الكوفيد، ثم أعجبتها الحكاية، طالما أن شركة معالجة التأشيرات تأكل الفلوس الفاحشة في كل الحالات وتتحمل مسؤولية الرفض بدلها،
الجزائريون استدعوا وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانيان المعروف برغبته في التضييق على سكان شمال إفريقيا في فرنسا إلى الجزائر، خرج بتصريح: "أطلعت الرئيس الجزائري أنه منذ الإثنين الماضي تمّ تكريس إعادة العلاقات القنصلية العادية بين البلدين" وانتهاء أزمة التأشيرات،