إذا كنت تريد كتابة رأيك الحقيقي من مواقف السيد الرئيس مثل التي أبداها مؤخرا في حكاية المنيهلة، فأنت تعرف الطريق إلى حبس المرناقية، ثمة المرسوم 54 قاتل الحريات والأحلام، أنت تعرفه وهم يعرفونك ولا فائدة في الإنكار، تطبيقه عليك هي مسألة وقت أو وشاية أو مجرد excès de zèle من "واحد في الحاكم" يذهب بعد ذلك ليلهو مع أطفاله ويترك أطفالك لا يجرأون على إضاءة النور في البيت حزنا على أبيهم،
"إي شبيه؟ وبرا راك عديت ثلاثة أو أربعة أسابيع في الإيقاف؟ "عادي في المعادي" وحتى أشهرا ثم يقول لك واحد آخر تراه لأول مرة: "مش أنت طلعت بريء؟ وطلع ما كتبته يدخل في حرية التعبير؟"،
كل مراوغات اللغة العربية لا تكفي لكتابة الرأي الحقيقي في هذا الوطن الكئيب الذي يمارس فيه رئيس الدولة مهمة المعارضة وهو يشتمها، محمد الماغوط كان يرمي الحقائق في وجوه الحكام مثل الصفعة لكنه عاش هامشيا مكتئبا منفيا في وطنه، متنازلا عن كل شيء غير السجائر الرخيصة وحانات اللصوص وقطاع الطرق وقدرته على الشتائم والثلب،
لقد كتب يوما: "ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج؟ لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن، أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات، أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية، أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب، أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد، أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة، أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع، أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان، أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان، أعطونا الثوار وأخذوا الثورة"،
ما تزال أفضل العواصم العربية هي لندن وباريس، حيث يمكنك أن تكتب ما تريد وتبقى تحت حماية التاج البريطاني، اللعنة،