حتى إن لم تكن صحفيا ولا عارفا بعلوم جنس الحوار الصحفي، فإن استضافة السيد عبيد البريكي لا يمكن أن تمنع فيها من حيث المبدأ والمصداقية والموضوعية الصناعية في مهنة الصحافة الكلبة، أسئلة مبدئية لوضع الحوار في إطاره، مثل: ماذا فعلت منذ أن منحك فقط 0.17 بالمائة من التونسيين في انتخابات الرئاسة 2019 (5800 صوت فقط من 3 ملايين و733 ألف ناخب)؟ أي درس استخلصته وتمكنت من تطبيقه بعد مرور ثلاث سنوات لكي تأتي إلى الفضاء العام لتتحدث إلى الناس؟
ما الذي يجعلك تعتقد اليوم أنك قادر على تحقيق ثقة أكبر؟ حتى إن كنت طرحتها سابقا، ذكر بأجوبته، لكي يكون للدعوة معنى، أما إذا كنت ستتحدث إلى الـ 5800 صوت التي جناها "سي عبيد" في الانتخابات، فهذا لا يستحق أكثر من نصف دقيقة يمكن شراؤها بالمال في إطار الإشهار،
أنا مثلا، أستطيع أن أعثر لكم على أكثر من عشرين تصريحا للسيد عبيد البريكي يقول فيها الشيئ ونقيضه، يمكن أن تؤثث وحدها حوارا مجديا، أما إذا كنت تعتقد أن عبيد البريكي هو قائد منظومة الباراشوك لمواجهة عودة النهضة في أية انتخابات محتملة، فيا خيبة المسعى، حتى إن كنت تكره النهضة ومستعدا لتحمل الكلفة العاطفية والاجتماعية لثلاث وعشرين عاما أخرى من الطغيان باسم حماية من هم في السلطة، صحة وقتها،
حسنا، هذا من حيث المبدأ، لكن لو كان عبيد البريكي أمامي، مهنيا، لن أقدر على مقاومة الرغبة في الاستمرار في سؤاله عن: إلى أين تذهب رياح ماكينة الاتحاد التي ترحي خصومها وعن علاقتها بالديموقراطية والقضاء وعلاقة الاتحاد بالأحزاب والولاء السياسي، عن تاريخية علاقة الاتحاد بالسلطة وحملاته الطويلة من أجل مساندة ترشح بن علي، عمن نالوا قطع أرض من المال العام باسم الاتحاد، عن المسائل القانونية التي تخص التصرف المالي السليم التي طرحها مرصد رقابة أمام القضاء ومدى استعداد الاتحاد للخضوع للمراقبة القضائية، حتى عن الطفلة التي نجحت بعشرة في الباكالوريا وتم توجيهها لدراسة الطب وغيرها،
المشكل الوحيد أنهم في وسائل الإعلام التونسية، خاصة وعمومية، لا يحبون من يطرح الأسئلة الحقيقية، لأنها "جرائم صغيرة بين أصدقاء"، على رأي الفيلم الشهير،