الديموقراطية ليست قوانين مجردة من الثقافة، لذلك من يقبل بالاعتداء على حق عبير موسي في التنظم والنشاط يضع نفسه أقل من مستوى ما يتهمها به، أنا أعتب على علماء الاجتماع لتقصيرهم في توصيف وتفكيك شخصية جمهور عبير موسي،
وعلى زملائي الصحفيين في التقصي حول مصادر التمويل الخرافية لحملاتها المريبة، وعلى رجال القانون لعدم انتباههم لما في خطابها الانتخابي السابق لأوانه من عنف وتحريض على خرق القانون، وفي النهاية، على السياسيين المعتكفين في المقاهي الفاخرة، العاجزين عن حشد الناس حول مشروع أو قضية وطنية واضحة،
أعدت مشاهدة خطاب عبير موسي في سيدي بوزيد، وتصريحات لها من أماكن مختلفة من باب الموضوعية المهنية مع العودة إلى تحليل حضورها ودورها في التجمع والخلية التجمعية للمحاماة،
فذكرني ذلك بشخصية سلوبودان ميلوزوفيتش، كان شيوعيا مزيفا، انتهازيا تحول من الماركسية إلى الاستثمار في شوفينية العرقية الصربية والعقيدة الأرثوذوكسية البلقانية الحاقدة على إسلام من في البلقان حتى إن كانوا من نفس العرق السلافي،
اجتمع بالأقليات الصربية في كوسوفو ليؤجج نيران الحقد ويفتح باب الجحيم بتحريض الصرب: "لن يضربكم أحد بعد اليوم"، ما بقي سهل التفكيك، نتائج التحريض معروفة في التاريخ،