حتى كان دخلنا حديث في حديث، سيدي الرئيس، خلينا نبقوا بالقدر، لأن الدعوة إلى "استفتاء" خاص بالشباب حول توجهاته أو مطالبه لم نتفق عليها وليس لها أي مرجع قانوني أو دستوري، فنحن، كما تعلم، في نظام ديموقراطي يعبر فيه الشعب "شبابا وشيبا" عن طلباته من خلال الانتخاب الحر المباشر لنواب الشعب على برامج، قد نعلم أنها مزيفة لكنها هي الطريقة الأقل فسادا مما اتفقت عليه الإنسانية لأقرب ما أمكن من الحكم الرشيد، وأنت قبلت بها فأوصلتك أصواتنا إلى الرئاسة،
ورغم أني أجد نفسي، بصفتي كهلا على باب التقاعد، مقصيا من حيث المبدأ في دعوتكم إلى هذا الاستفتاء الرئاسي بخبرتي في الحياة وواجبي في نقل التراث الإنساني للجيل الموالي رغم أني دافع ضرائب وناخب شرعي، فإني أسألكم، سيدي الرئيس، عما إذا فكرتم في الوقت الذي يتطلبه استفتاء الشباب، أيا كانت الوسيلة والأسلوب المعتمد في منهجية تحديد معنى "الشباب" ثم صياغة موضوع سؤال الاستفتاء وصولا إلى الأسئلة، وبعدها طريقة معالجة الأفكار،
وهي كلها تمثل نظاما موازيا للنظام الديموقراطي، سيتطلب الحد الأدنى لاحترام الترتيب المنهجي لمثل هذه العملية ثمانية أشهر من عمر الانتقال الديموقراطي، ويجعلنا نسألك عن أهمية هذا الاستفتاء وعن إلزاميته للحكومة التي يقف وراءها مجلس نواب الشعب، حيث ليس لك حزب ولا أغلبية، رغم أن القانون يمنعك من الانتماء أو الولاء إلى حزب منذ أن يتم الإعلان عن فوزك بالرئاسة، "خلينا نبقوا بالقدر سيدي الرئيس"،
هل تريد الانقلاب على المسار الديموقراطي الذي أوصلك إلى الرئاسة؟ هل حقا تريد أن تنهي الديموقراطية لتعوضها بنظام "مجلسي" أو ليس لي الوقت لكي أفكر فيه أصلا، سيدي الرئيس، خلينا نبقوا بالقدر، رجاء، لم نتفق على هذا،