من مسببات الإحباط في هذه الأيام الشاقة هي الفوضى: وزير الخارجية، سيد الديبلوماسية، صامت حول ما حدث بين رئيسة الوزراء ورئيس إسرائيل، والنقابات التي تقتصر مهامها على الدفاع عن المصالح الاجتماعية لمنظورها من الحارس إلى أكبر موظف، هي التي تقرر وتعلن المواقف الرسمية للدولة، بل تذهب إلى انقلاب كامل في الموقف الرسمي،
أنا لو كنت في مواجهة النقابي الذي تحمس للتطبيع، لقلت له: "هل تعلم أنك خرجت من العمل القانوني للنقابات والجمعيات ودخلت في مخالفة خطيرة للقانون" لكن هذا ليس خطأه، بل خطأ من سأله، موقع تونيزي تيليغراف نشر أن وزير الخارجية كان سيسافر مع رئيسة الوزراء وتم حجز غرفة باسمه في النزل، إلا أن "أحدا ما" في السلطة الخفية تجاهله وأصدر تعليمات مفاجئة في آخر لحظة إلى وزير الاقتصاد بأن يسافر مكانه، الذي يعلم الله وحده اش كان يعمل وقتها، ويمكن أن نستخلص أنهم متعاركين ولا يكلمون بعضهم أصلا،
إذن، وزير الخارجية الذي يفترض فيه حراسة الموقف الديبلوماسي وإصلاح أخطائه، صامت والنقابة العمالية التي يمكن أن يقودها أي أحد متكلماني وصاحب علاقات تأخذ مكانه وتغير الموقف الديبلوماسي للدولة،
لم يعد ينقص السيد وزير الخارجية إلا أن يقول لنا: "اسألوا الكاتب العام لنقابة موظفي الخارجية"، وهي بالمناسبة، ليست أول أزمة يواجهها وزير الخارجية الذي جعلهم يعاملونه كأنه دخيل على الدولة حتى أنه لا أحد يعرف لماذا يستمر وزيرا للخارجية أصلا، "أموره ! هو راض بذلك".