بعض التونسيين خصوصا والعرب عموما، لا يقدر على مقاومة إغراء غريزة الذل فيسارع بطريقة ظالمة متعسفة إلى ربط حقوقنا الإنسانية الكونية بمعارك لا تعنينا بين القوى العظمى، حيث تتحول حرية التعبير والديموقراطية والتداول السلمي على السلطة مثلا، إلى كلام عيب وعمل خبيث من أعمال الإمبريالية العالمية والصهونية،
أحدهم، وهو صحفي يا دين الضّب، يكتب هنا مفتخرا أن أبو علي بوتين وكيم (صاحبه، يكتب اسمه دون لقب) فضحا مخططات هذه الإمبريالية التي تكره زعاماتنا القومية المقدسة المقيمة على غير وجه حق في السلطة منذ هيجان الشعارات الزائفة منذ ستين عاما باسم تحرير فلسطين والعرب من المحيط إلى المحيط، وهم عاجزون عن تحرير قرية من تعسف عون أمن وعن ضمان الحد الأدنى من الدواء لمرضى شعوبهم فيما هم وعصابات الحكم وأصحابهم وعشيقاتهم يعالجون في فرنسا ويتسوقون ويملكون في سويسرا ويقامرون في لا ريفيرا الفرنسية ويخصصون طائرات عائلية لمشاهدة مقابلات "البارصا"،
الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه هو تحويل شعوبهم إلى قطعان ولاء تحلم بالخبز المرّ بالذل، وإنشاء السجون والمحتشدات والمنافي حيث هرب الكتاب والمبدعون وآخر الأحرار، حتى أصبحت لندن، عاصمة الامبريالية، "أجمل عاصمة عربية في العالم"،
وحيث يكتب صحفي من جماعتهم إن "كيم جون أون" المغرم في حياته السرية بالأفلام الأكشن الأمريكية والسيارات الفارهة والذي يموت شعبه جوعا في محتشدات العقاب الجماعي من أجل عدم البكاء على موت أبيه، يكتب أنه فضح الإمبريالية الأمريكية الصهيونية.
"تي روح رهز"، على رأي الرئيس الراحل، أنت وكيم وأبوك علي بوتين وزيلنسكي متاع أوكرانيا وأمريكا وبريطانيا، أنا أريد الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية، لأننا لا يمكن أن نربح أية معركة، بمواطنين أذلاء، يخافون من الحاكم تحت شعار "كان ما عملت شيء توه تروح"، لا مستقبل لك لأنه لا مستقبل للذل والهوان وتأليه الحاكم، أنت عار على الصحافة وعلى الحريات وعلى الإنسانية وعلى القضايا العادلة.