من العبث تحويل شخصية "إلياس الفخفاخ" إلى نقاش شعبوي مثل تقييم لاعبي الكرة، يمكن الجزم بأنه أقل المترشحين خطرا، كما يمكن الوثوق برأي التيار الديموقراطي الذي قال: "لا اعتراض لدينا على إلياس الفخفاخ ومنجي مرزوق"، مع أني أعتقد أن معاضدته بمنجي مرزوق في كل ما له علاقة بالطاقة والصناعة والمناجم والتقننيات الحديثة من شأنه أن يحدث نتائج إيجابية جدا،
أعرف هذا الرجل الشاب من خلال محاورات إذاعية صعبة تتطلب الإعداد الجيد سواء وهو وزير مالية أو بعد ذلك، كان صلبا معتدا بنزاهته، ولديه القدرة على الدفاع بشراسة عن مواقفه،
الشيء الوحيد الذي لن نعرفه اليوم هو من اقترحه ومن دعمه ولماذا، وماذا ينوي به، في كل الحالات متأكد من انه لن يكون لقمة سهلة لخصومه، أعترف أن الكثير من توقعاتي السيئة قد خابت،
"برى امشي أكاكه، ربي معاك".
لكي تحكم في برّ تونس، فأنت تحتاج إلى أغلبية برلمانية تبتزك بطلب تعيين جماعتها وبطلب تدخلك سرا لحمايتهم حين يقترفون حماقات، وأنت تحتاج إلى رضا اتحاد الشغل ونقاباته المتعددة ومصالحهم المختلفة،
وإلى رضا رجال الأعمال الرسميين وخصوصا غير الرسميين من الكناطرية وكبار الموردين والسمسارة، وإذا وجدت الحلول المستحيلة لإرضاء كل هؤلاء دفعة واحدة، عليك أن تواجه أخيرا ذلك الغول الذي اسمه الدولة العميقة، بدءا بالإدارة التي تحتاج نبيا بمعجزات موسى وعصاه