في البحث عن وجه هذه الغولة الوطنية: من المعيب أن لا تعرف مرارة الظلم إلا حين تصبح ضحية له،
الجنرال كمال العكروت تحت طائلة الـ S17، وبقطع النظر عن أي موقف سياسي منه، فإن ما نشره هنا يفترض سؤالين على درجة كبيرة من الأهمية: أولا، عندما كان في السلطة وحولها، ماذا كان موقفه من تعرض عشرات الآلاف من التونسيين إلى إجراء أمني غامض وغير دستوري ومخالف للقانون والمواثيق التي أمضت عليها الدولة التي كان جزءا منها على مدى عقود،
وثانيا: من هي الجهة الغامضة التي تقرر حرمان المواطن كامل الحقوق من السفر؟ هل هي خارج القانون؟ فوق القضاء العادل والحقوق؟ ألا تخضع للسؤال أو التقييم؟
أنا نفسي كنت ضحية الاسترشاد قبل السفر عامي 2009 و2010 وكانت تتكلف لي ثلاث إلى أربع ساعات من التعطيل عند السفر والعودة أيضا، أفظع ما فيها هي أنك لا تعرف وجها لهذه الغولة الوطنية التي تحرمك من حق دستوري وهو حق السفر رغم أنها تخلص من ضرائبك، ولا يمكنك مراجعتها أو سؤالها أو حتى التوسل إليها والبكاء بين يديها إن أذلوك إلى حد إجبارك على التنازل عن حقك الدستوري، بالنسبة للجنرال العكروت: من المعيب أن لا تعرف مرارة الظلم إلا حين تصبح ضحية له،