كما يحدث في هذا الوطن الكئيب
نقل الفسفاط بالشاحنات واستغلال الأراضي التي على ملك الدولة ليس إنجازا ولا يمكن الفخر به، أولا نقل الفسفاط لا يكون مربحا إلا بالنقل الحديدي ثم الآن بالأحزمة الآلية الكهربائية فوق الأرض وحتى تحتها، أما نقله في الشاحنات فهو الفساد نفسه، دون اعتبار الأضرار البيئية،
وإلا، لماذا أوقفتم لطفي علي في السجن إذا كنتم ستفتكون عمله مقابل إنهاك شركة السكك الحديدية؟ بالنسبة للأراضي الدولية التي هي ليست ملك الدولة، بل صادرتها من أراضي الأحباس التي تبرع بها الناس إلى طلبة العلم والأعمال الخيرية أو من أراضي القبائل والعائلة الملكية، فإن مشكلتها الأساسية هي إسنادها إلى غير أهلها في شكل مكافأة على الولاء السياسي بدل أن تسند إلى ذوي الكفاءة.
وكان المطلوب دائما أن تسند على مناظرة جدوى لكي تساهم في ضمان الأمن الغذائي والتشغيل وخلق الثروة، أما أن يسند جزء من أكبر أملاك الشعب التونسي قيمة إلى الشركات الأهلية دون تناظر ومنافسة مع بقية المتنافسين ودون برنامج علني مقنع يمكن التدقيق فيه، فهي مجرد مكافأة سياسية على الولاء، كما يحدث في هذا الوطن الكئيب منذ عشرات السنين،