أنا أصبحت عندي مشكلة عميقة في تفكيك الـ gestuel للسيد الرئيس، حيث يبدو كأنه مقيد اليدين، كما تبدو حركات وجهه وخصوصا عيناه جامدة بلا مشاعر باستثناء خطي الفم حيث يتحرك الخط السفلي كثيرا للسخرية أو الغضب، هنا نتصيد موقفه المخفي بسهولة حين "يعكّي"، أي يقلد بطريقة مسرحية نبرة كلام خصومه مع تعويج فمه للسخرية منهم واتخاذ مسافة انفصال عن الموضوع منذ أن يطلق عليهم عبارة "هام يقولوا" أو الغرف المظلمة والكلام العام الذي لا نخرج منه بشيء عملي رسمي حكومي بين يدينا،
أي استبدال الحجة والقرار الرسمي بالسخرية السطحية وهي طريقة تكشف عن توقف نمو الملكات الاجتماعية في النقاش والتفاعل الإيجابي لما قبل المراهقة عند مستوى تصعيد الأطفال لصراعاتهم ولنزاعات القيادة بينهم،
تقييمي الصحفي للسيد الرئيس هو أنه ذلك الشخص الذي لا يمكن أن تناقشه أو تسأله عن أي شيء هو مسؤول عنه، يترك لي اعتقادا في كل ظهور إعلامي له أنه لا يفهم شيئا مما يتحدث عنه وأنه يستطيع في غياب أي سؤال حقيقي أن يتنصل من مسؤولية ما يحدث رغم الصلاحيات الدستورية المطلقة وغير المسبوقة التي منحها لنفسه، وهي حقيقة كان يمكن التفطن إليها منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية، رغم أننا وقتها، كنا نسأله عن شيء فيفتح لنا علبة جاهزة بطريقته الميكانيكية للجواب عن شيء آخر،
بعد الرئاسة، نحن نعاني من غياب أي شكل من أشكال استرجاع المواقف، كل الأحداث الرئاسية ليس لها suite ou suivie مما يطلبه النمو النفسي والاجتماعي للكائن البشري بقطع النظر عن مسؤوليات الدولة في إعطاء معنى لما تقوله أو تفعله من محاولات الاغتيال إلى نفق السفارة الفرنسية إلى فضيحة التسريبات الصوتية لمستشارته الرئيسة وطرق صناعة القرار الرئاسي والأسئلة المحرجة حول علاقة الرئاسة ببقية السلطات من القضاء إلى الجيش مرورا بالأمن،
كيف يظهر السيد الرئيس وماذا يقول، وهل يخضع كل ذلك إلى مسار منطقي مسؤول؟ لا أحد يعرف شيئا عن هذا، نحن لا نعرف حتى من يشير عليه، عادة، تعبر هويات وكفاءة المستشارين الذين يجمعهم الرئيس حوله، أحد أهم أسباب انتخابه، إنما من يدري؟ نحن "توعرنا" في تفكيك الخطاب واستعمال "التعكية" للسخرية من الخصوم، أش وصلنا للمستشارين،