قريبا يمر عام على happening متاع 25 جويلية الذي يعبده أصدقائي القوميون أكثر مما يعبد الكاثوليك ميلاد المسيح، وهو وقت مناسب للتساؤل عما فعلنا في الشنعة التي أقام عليها السيد الرئيس مبررات فعلته إياها من إرسال الدبابات إلى مجلس نواب الشعب، بعد عام: ما الذي تغير؟
رغم أنها مسائل مبدئية غير قابلة للنقاش، فإن خزعبلات إعادة اختراع الدستور بتلك التوطئة البائسة ثم ترميم النص الدستوري التعيس خارج الأجل لا تقلقني بقدر ما يقلقني غياب أي حل حقيقي لمشاكل البلاد باستثناء خرجات السيد الرئيس السينمائية الليلية، كان تتذكرونها، التي تمت تغطيتها تلفزيا بإمكانيات يتمناها أكبر مخرج في هوليود بطائرات مسيرة وعشرات السيارات السوداء رباعية الدفع وعدة أجهزة كاميرا أرضية متحركة وإضاءة خرافية وأجهزة صوت مستقبلية من أجل سيناريو خلع دبو تفاح أو بطاطا أو مصنع قضبان حديد وانتهت بتسعير البطاطا بأكثر من ثلث ثمنها الحقيقي في موسمها وارتفاع خرافي في سعر الحديد،
أو خرجاته في شارع بورقيبة تحت حماية القناصة والمخبرين إلى وزارة الداخلية، فيما كانت الشنعة الحقيقية في اقتصاد هذا الوطن، مثلا: في الموانئ حيث الله وحده يعلم من يورد ماذا، وبأية رشوة إدارية ومالية، لكن لا أحد يذهب هناك حيث اللوبيات الحقيقية، تنجم عمي الراجل؟ بن علي حاول وأخذ معه مصوري الأمن الرئاسي لالتقاط صور في دبو الديوانة لأحذية فريب ودراجات هوائية تنقصها عجلات وأشياء سخيفة أخرى للسخرية والضغط، لكنه لم يقدر أو فضل التفاوض معهم على نسبة مرابيحه هو وعائلته، خلينا من كل هذا، هل تقدر على اختصار وقت الانتظار للشاحنات في المعابر بين تونس وليبيا أو الجزائر إلى أقل من أربع ساعات اعتمادا على الرقمنة مثلا؟ صعيبة؟ نعرف.
الوجه الآخر للشنعة الذي لا يجرؤ عليه أحد هي السوق الموازية التي تنشط أكثر من نصف الاقتصاد دون أن تدفع مليما للصالح العام، فقط رشاوى لموظفي الدولة: من رخص الشراب إلى سلع الصين مرورا بالثوم والحمص من الهند والقلوب الشخمة من بلغاريا، ثم إدارة الباتيندة التي تعد أكبر وجوه تبييض الأموال مع بعض وجوه السياحة، هل تقدر على إقرار الجباية الحقيقية في تونس حتى لا يكون الموظفون وحدهم هم أساس الضرائب العمومية؟ باهي عدالة جبائية حتى على خمسة أعوام؟ تنجم سيدي الرئيس؟ لا أظن،
إيه: والشنعة الرئيسية هي إدارة الرخص والتراخيص والاحتكارات والديوانة والمعاليم والي يصحح في الرخصة مش هنا، والمدام الي تعدي الملف منذ أربعة أشهر مشت للعمرة متاع النقابة متاع الوزارة والراجل الآخر الذي يتثبت في كل شيء عنده عرس بنته، لأن الإدارة هي أساس هذه الدولة البائسة متاع الاحتكارات وهي ترفض وتحارب الرقمنة والعلاقات الواضحة المنظمة بالقانون لأن ذلك يعني نهايتها، فهل تقدر عليها؟
ولأن البدايات تعطي نفس النتائج دائما، فإن الوضع لن يستمر على ما هو عليه، بل سيصبح أكثر سوءا بحكم الانخفاض المتوقع للدينار وغياب مبادرات تحرير الإنتاج، ارتفاع شاهق لأسعار للمواد الأساسية والآلات المستوردة ومنها المحروقات والزيوت والحبوب، تضخم مستورد، ارتفاع لنسبة الفوائد على الاقتراض والتمويل، مزيد من التضخم المالي إلى أن تصبح أجورنا الشهرية بقيمة ثمن عشاء في إيطاليا، أيه ومن بعد؟
أقترح العودة إلى استعراض العضلات الرئاسية في مداهمة دبو بطاطا بالرشكلو في احتفال مقدس للصحافة الغبية، الشعب يحب اللعب والعروض السينمائية،
سريلنكا تليق بنا،