ليست هناك أية مفاجأة في تطورات المعركة في الناقلة الجوية فقد غابت السكرة وحضروا المداينية، لكن، على رأي صديقي اللدود نور الدين العلوي: لنبق على الأرض، لأن حكاية عقلة الأتراك على حسابات الشركة "دخان تعمية" على المعركة الحقيقية وهي أن أية شركة عندما تمر بصعوبات مالية تبدأ بالتقشف وتتوقف عن بعزقة أموالها في أجور ملكية على أناس لا علاقة لهم بها أو لا ينتجون شيئا،
ويصبح كل دورو بلغة الراحل الهادي نويرة في مكانه إلى أن تمر العاصفة، وأنا أعرف أيضا أن الناقلة الوطنية لم تحصل على فلوسها من نقل كبار موظفي الدولة، سواء كانوا في مهام رسمية ضرورية أو سفريات مهداة إلى الباهين منهم في إطار حسن السيرة والسلوك،
لكن أيا كانت الحال: من حق الناقلة أن تتساءل عن فلوسها عند الدولة وعند غيرها، في إطار أنه عندما يفلس الزوج يسأل زوجته لكي تتذكر معه إن كانت لديهم فلوس عند أحد، ولو كنت مكان تلك الشابة التي تصور نفسها مع الطائرات، لنصبت خيمة مع عمال الحضائر أمام مقر الحكومة إلى أن تخلصني في كل فلوس الشركة على آخر مليم،
لكن، دائما ليس هذا هو السؤال، ولو كنت مكان المديرة الشابة، لعدت إلى تقارير دائرة المحاسبات الأخير حول الشركة، ففيه كل أسباب الفشل والضياع ومنه كل الحلول "المؤلمة" وهو إنهاء حالات السرقة والتسيب والأجور الملكية التي لا مبرر لها والمهمات المزيفة،
مع أن مثل هذا الحل لا علاقة له بالقراية ولا بالنبوغ الدراسي ولا باللوبي الأمريكي، فقط بالشجاعة، وعليه، فإن 28 مليون أورو ديونا للناقلة إلى الأتراك ليست شيئا إزاء سوء التصرف، ارجعوا إلى تقارير محكمة المحاسبات،