قرأت هنا موقفا في أحد المواقع الرائجة في البلاد التونسية يمكن نسبته إلى "المهيب، الرقيب الركن" متاع القضايا القومية في إطار القطرية التونسية يحذر فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من مغبة التدخل في الشؤون السيادية لتونس بعد أن مارس الشعب التونسي أرقى، والله أرقى أشكال الديموقراطية، بربع عدد الناخبين فقط،
ويمكن أن نتوقع الرعب في مجلس الأمن القومي الأمريكي من هذا الموقف المفاجئ الذي قد يدل على تغير موازين القوى في العالم، رغم أن آخر شحنات القمح دخلت بلادنا بفلوس الإحسان من المجموعة الأوروبية تحت عنوان مقاومة الجوع،
باهي، أنا أولا أعتقد أن مثل هذه الكلام من شأنه أن يشوش على السيد الرئيس جهوده المضنية للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي ما يزال يفرض شروطه من بيع المؤسسات الوطنية والتخلي عن عشرات الآلاف من مواطن الشغل العمومية ورفع الدعم عن الأغذية والوقود،
وأن موقف المهيب الركن كان يكون أكثر موضوعية لو ذهب إلى أصل المشكل وأعلن رفض التفاوض مع صندوق النقد الدولي بصيغته الحالية، لكن من المؤكد أنه لا أحد استشاره رغم كثرة نياشينه ورتبه التي اكتسبها من حروب كثيرة وخطورة منصبه الفكري في القيادة القطرية،
ثانيا، هذا يذكرني بنكتة عن دولة عربية أفلست، فجمع رئيسها الغبي مستشاريه من المهيبين الأركان وكبار الرقباء للبحث عن حل، فاقترح أكثرهم ذكاء أن يعلنوا الحرب على أمريكا ويبدأوها بمهاجمة قواعدها العسكرية، عندها تضطر إلى احتلال بلدهم، وعندها تجد نفسها محرجة ومضطرة لبناء مستشفيات وطرقات ومدارس ومحطات طاقة، فكر السيد الرئيس ثم قال وكأنه قد وجدها حقا: باهي، وماذا لو انتصرنا على أمريكا؟ ترصيلناش نبنوا في مستشفيات بائسة في أمريكا؟