لا يكفي أن يروج أنصار السيد جلول تلك النكتة التي تقول أن أحد المدرسين و عضو في حركة النهضة سيتولى الوزارة حتى "تصبح الشعرة فيه بمليون " عند خصومه الذين يحركهم الخوف و يجمعهم الغموض بل على الوزير أن يجيب بعيدا عن الأساليب الممجوجة …
سأفترض أن السيد ناجي جلول هو ثالث ثلاثة أسماء قادت الانعطافات التاريخية في المدرسة التونسية :
-محمود المسعدي وزير القانون التوجيهي الأول للمدرسة البورقيبية بقيادة الحزب الدستوري.
-محمد الشرفي وزير القانون التوجيهي الثاني للمدرسة النوفمبرية بقيادة التجمع الدستوري (قانون 2002 كان
مجرد تحوير داخل قانون 1991 ).
-ناجي جلول وزير القانون التوجيهي الثالث للمدرسة الباجية بقيادة (نداء .نهضة . مسار .جمهوري .شكون آخر يحكم توى ؟؟ مش مشكل)
طبعا هكذا يتم تحليل تاريخ المدرسة التونسية العمومية التي ظلت على امتداد تاريخها منذ الاستقلال مدرسة الدولة _النظام في تحديد مضامينها و اجراءاتها و تنظيمها .
في فترتي المسعدي و الشرفي كانت هناك دائما مرحلة انتقالية يتم فيها الحفاظ على السائد كما هو حتى اعداد الجديد . الأمين الشابي كان أول وزير للتربية مع بورقيبة الذي وضعه ليحافظ على الواقع كما هو في انتظار اعداد المشروع لدى لجان المسعدي ثم بدأ التأسيس . و عبد السلام المسدي قاد المدرسة مؤقتا دون تغييرات جذرية حتى جهز مشروع التجمع الدستوري و تكليف الشرفي بإعداده و الانطلاق فيه .
بعد الثورة لم يغير البكوش و لا عبيد و لا سالم لبيض و لا فتحي الجراي شيئا استراتيجيا لأن الإصلاح سيكون تشاركيا و وفاقا وطنيا كما قال لنا قادة "الثورة" .
جاء جلول و أقر اللجنة كما يريد طبعا بتمثيل أغلبي لمن اراد حزبه و الاتحاد و بمشاركة للمعهد العربي لحقوق الانسان و شبكة عهد (هيئتان تم انتخابهما من الشعب التونسي بالاقتراع السري لإعداد مشروع عقول أبنائهم و أحنا مش فايقين ) .
طيب ...لماذا يستبق جلول "لجنته" و شركاءه من النقابات في اجراءات تغيير جذرية ؟ لماذا لم يكتف بالزيارات الميدانية و دهن المدارس و اصلاح اسوارها ؟
السؤال يجب أن تجيبنا عليه نقابة الاساتذة و المعلمين أيضا فالسيد الوزير ليس خصما لهم في اعداد المشروع على حد علمنا …
ماذا جرى في المطبخ الداخلي لإعداد مضامين برامج صناعة الانسان التونسي المستقبلي في علاقة بوضع مدرسة الدولة و التعليم الأجنبي المخصخص حتى يستبق الوزير شركاءه بإجراءات تغيير جذرية (الزمن المدرسي و نظام الامتحانات) و هي التي تضع الآن المدرسة في مأزق ؟
هاتو الصحيح…