بيان تونس ..

Photo

واهم من يتصور مصيرا لتونس خارج مصير أمتها و عالمها العربي و الاسلامي و مصير الشعوب المضطهدة الناهضة الآن من أجل ترتيب جديد للمعمورة.

تونس الصغيرة لن ترسو على بر الأمان المادي و الرمزي بمزيد رهنها الى مركز الغرب الاستعماري و تكرار مشاريع "قُطرية قديمة" في عصر الكيانات الكبرى و تحالف الشعوب المضطهدة الناهضة .

أن تنتج تونس الثروة و تحسن ادارتها و توزيعها يكون بالكد و العمل و التضحيات و الاصلاحات الكبرى و مقاومة الفساد و مواجهة الارهاب و بناء الاستراتيجيات الكبيرة في الملفات الكبيرة و الاستثمار في الثروة البشرية.

لكن هل سيكون ذلك خارج بناء الانسان؟

لا بناء للإنسان الذي سينجز ذلك إلا ببناء مشروع وطني حضاري كبير و جديد ولن تكون سياسة وطنية اليوم اذن خارج أفق هذا المشروع الوطني الحضاري الكبير لبناء انسان و وطن على قيم الخير و الحق و الجمال التي تحاصرها مؤامرة رداءة معممة و تعجز عنها طبقة سياسية بلا مشروع .

مفردات هذا الحلم الوطني الكبير انبثقت ذات شتاء منذ 7سنوات و ان بعفوية في القلوب و الحناجر. كانت المفردات محتاجة الى نخبة تبلور العفوي في مشروع سياسي استراتيجي وطني يلتحم بحراك شعوب الأمة الذي تم التآمر عليه سريعا بصراعات الزيف و عمى النُخب و دماء الارهاب المصنوع و فصل الثورة عن المقاومة الشاملة و فك ارتباط كليهما بمشروع النهضة العربية الثانية من أجل تحرير الارض و الثروة و الانسان.

يجب أن ينطلق الوطنيون الصادقون من اعلان واضح بلا خوف أو خجل أن تونس تعيش اليوم أبشع لحظات ارتهان قرارها الوطني لمنعها و تضليل نخبها عن صياغة هذا المشروع الكبيركجزء لا يتجزأ من مشروع أمتها العربية .

قرارات البلاد الاستراتيجية اليوم هي في يد بيادق التآمر الماسوصهيوني الماسكة بأدوات ترتيب المشهد الاعلامي و الثقافي و السياسي وإدارة ثروات البلاد و علاقاتها الخارجية.

لا يحكم تونس ماديا و ثقافيا و تربويا و اعلاميا من نراهم في مقرات السيادة الشكلية و لا يقرر مصير الصراعات و النقاشات و الجدل السياسي فيها من نراهم في سطح الحكم و المعارضة . الحكام الحقيقيون هي الايادي المتعددة للحكومة العالمية الصهيوماسونية و ما على الاستقصائين و الباحثين إلا التفتيش الشجاع في "من و كيف يدير فعليا الملف الاعلامي او الثقافي او التربوي او الاقتصادي و حتى الأمني و الديبلوماسي في البلاد؟" و سيكتشفون العجب .

أجزم أن هذا الكلام قناعة طيف وطني واسع من الاعلاميين و المثقفين و الاكاديميين و رجال السياسة و من شعبنا الطاهر العميق الذي رأيناه جميلا مصمما ماردا صباح 15 جانفي 2011 قبل أن تحبطه و تعيد افساده مخططات المؤامرة الرهيبة .

الرديئون ممن ترتفع اصواتهم على ساحة الاعلام و الثقافة و ادارة المشهد هم أقلية مدعومة من خارج صهيوماسوني و مال فاسد رهيب و أجهزة دولة ممسوكة و لا قوة لهم إلا بقلة حيلة الطيف الوطني أو ضياع بوصلته في صراعات شكلية أو خجل من اعلان هذه الحقائق خوفا من الاتهام ب"نظرية المؤامرة و القومجية القديمة" كما يقول مزيفو الوعي أو شُهاد الزور الخائفون و المخترقون.

ولكنني أجزم أيضا ان تحولات عالم عربي ناهض ببوصلة واضحة ستنعكس في تونس حتما ليصبح ما قلناه حقيقة ستستيقظ عليها ضمائر وتعلنها اقلام و قد تهون من أجلها دماء .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات