وهم التعليم ..متى نملك جرأة المراجعة..

Photo

في خريف كل سنة ندفع العائلات إلى ماراطون مدمر و مصاريف موجعة من أجل عودة مدرسية أصبحت مخرجاتها منذ عقدين على الأقل و خصوصا بعد تحولات الاقتصاديات العالمية إلى مجرد أصحاب شهادات بلا جدوى يؤثثون قارعة الطريق و كراسي المقاهي و يغامرون في البحر مثل دود على عود داخله مفقود و خارجه أيضا في شوارع الغربة و الجريمة مفقود .

ما يقارب المليونين من طاقات شبابية يبقون خارج دورة الانتاج بين المدارس و الجامعات إلى فترة متقدمة من العمر الشبابي ليلتحق اغلبهم بعد ذلك بصفوف خريجين بشهادات لا جدوى منها في أسواق الشغل الجديدة و لتتحمل الدولة و العائلات بذلك مسؤولية الانفاق عليهم بدون أفق.

و رغم ذلك تواصل الدولة و المجموعة الوطنية الاستثمار في وهم تواصل تنميته عبر مزاعم إصلاحات استعراضية من أشكال ترسيم و تراقص إجراءات تغييرات ديكورية في الزمن المدرسي و العطل و البرامج و تغذية سوق السمسرة في الأدوات المدرسية و الملابس و الحقائب و المؤسسات الخاصة و المحاضن و الدروس الخصوصية و الاختصاصات و الشعب الوهمية المتجددة.

مراوحة في المكان و تأجيل الحلول و تحويل للمدارس و الجامعات المتداعية للسقوط إلى مجرد محارس و محاضن مؤقتة للشباب و مواطن تشغيل غير منتجة لمهن و مشاريع موازية من نقل و مغازات و مصارف تدوير الفلوس في اقتصاد الدورة المفرغة.

لا أحد يجرؤ على القول ان التعليم و المدرسة و الاختصاصات تتغير كلما تغيرت أنماط الاقتصاد و استحقاقات سوق الشغل و أن زمن المؤسسة التعليمية التي يقضي فيها الشاب قرابة العشرين سنة من عمره قد ولى و أن كثيرا من الاختصاصات الوهمية التي نلقي بالشباب فيها تأجيلا لالتحاقهم بدورة الإنتاج التي لا تناسب هذه الاختصاصات قد حان الوقت للتوقف عنها .

التكوين المهني و الإسراع بإخراج الأجيال إلى سوق الإنتاج في اختصاصات مطلوبة و تطوير الوعي العائلي بالكف عن وهم تخريج كل أبنائنا أطباء و مهندسين و أساتذة عبر ارهاق ميزانية العائلة و الدولة لأكثر من عشرين سنة في صناعة ،، انسان ،، دون ضمان بحاجة السوق إليه أو قدرته على ذلك….ذاك هو السبيل الذي نخفف عبره من عبء لا جدوى منه عوض مواصلة الاستثمار في وهم زمن ولى .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات