بعد وفاة شافيز و تكررت بعد وفاة كاسترو هناك أخطاء يساهم في ترويجها بعض النشطاء الكهول أو الشباب "المسنون" من نشطاء العرب و هي ناتجة عن محدودية معرفية أو عن قصد أو عمى و تزييف ايديولوجي تساهم في ارباك عقول الشباب و تدعيم كسلهم المعرفي و وراثة نفس سطحية هؤلاء الكهول :
أولا :لا يجوز بأي وجه من الوجوه تشبيه الزعيمين اللاتينين بالزعماء العرب عبد الناصر و القذافي و صدام حسين و غيرهم بقطع النظر عن وطنية هؤلاء الزعماء العرب و حسن نيتهم فالدراسة المقارنة للنظام السياسي العربي و اللاتيني يؤكد أن الدولة العربية ما بعد الكولونيالية و بمن فيها دولة المشروع الوطني تحولت الى دولة مخابراتية بوليسية في مواجهة شعوبها باسم المشروع الوطني لأسباب هيكلية في الفكر السياسي العربي و وضعية الشعوب العربية و سرعة نشأة مراكز القوى و سوء فهم الديمقراطية الشعبية في حين أن دول أمريكا اللاتينية لمن يريد أن يطالع و يقرأ استطاعت تأسيس قدر من الديمقراطية الاجتماعية و التشاركية التي حمت المشاريع الوطنية لهذه الدول في قلب العولمة و بعد سقوط الاتحاد السوفياتي و لم تتمكن امريكا اختراقها "بالانتفاضات الديمقراطية" أو ملاحقتها في مسائل حقوق الانسان رغم المجهر المسلط عليها و افشال الانقلاب على شافيز خير دليل على ذلك . و لابد من الاشارة الى نباهة شعوب امريكا اللاتينية التي بنت ديمقراطيتها الخصوصية بقوة السلاح و بعمق وطني غير ليبيرالوي كما تمكنت من ضمان تعاون بيني حصنها من الاختراق الأمريكي .
ثانيا : الاستمرار في ايهام الشباب بمقولات "الديمقراطية الليبيرالوية" دون مضمونها الوطني التحرري هو محدودية معرفية يعاني منها هؤلاء "الديمقراطيون" .
يجب أن يتعلم هؤلاء حتى يعلموا الشباب أن لا وجود لديمقراطية معلقة في السماء بلا "رقابة وطنية " أو ارتباط بالمصلحة القومية . لا يستطيع أحد من هؤلاء الديمقراطويين ان يفهم الشباب ما معنى مجلس الامن القومي في أمريكا و ما معنى ديمقراطية النخبة و دور المخابرات الوطنية و صناعة الرأي العام في الغرب و هو ما يجعل الديمقراطية الطوباوية لا وجود لها حتى في ممارسات فولتير و أصحابه ممن دعوا الى شنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس انطلاقا من رؤيته للعالم و تنظيره لسبيل القوة و الحقيقة لشعوب اوروبا الصاعدة .
"منظرو المدينة الديمقراطوية الفاضلة " و بعضهم ينقد ديكتاتورية اردوغان تركيا و الآخر ملالي ايران او بوتين روسيا او فينيزويلا الخ (كل بحسب وجهة نظره) يجب أن يعطونا ما يعرفونه بدقة على ديمقراطيات باريس و برلين و واشنطن حتى لا يبثوا جهالاتهم للشباب .
ثالثا : لم و لن يوجد تاريخ وطني لأي شعب من الشعوب بمن فيهم الأكثر اغراقا في "الحداثة" و العقلانية "الوضعية" لا يعيش و لا يحتاج الى "الرموز" و "القدوات" و "الأنبياء" و "القديسين" و الزعماء الافراد الذين يصنعون التاريخ حين تتماهى الكثرة في الواحد و ينبع الواحد من الجماعة .
رابعا : من لم يتحرر من "مؤسسات صنع الرأي" و "صناديق اعلام " المركز الغربي و اكاديميته يجب أن يملك المال لينجز بحوثه بنفسه قبل أن يوهم الشباب بمعلومات غير موضوعية ينقلها من مصادر التوجيه الاستعمارية .