حول التطبيع و المسار التونسي تحت التهديد..

Photo

سوف تخفت ضجة الفتى النكرة و كاميراته المشبوهة سريعا .ليس لأن ما جرى لا يحتاج هذه الضجة و لكن لأن المشهد التونسي برمته سياسيا و اعلاميا و ثقافيا و اقتصاديا هو تحت "التهديد" الخارجي منذ هروب المخلوع في "ظروف غامضة" و استلام "الكاميرا الخفية" للرعاة الدوليين مهمة ترتيب خطوات "انتقالنا الديمقراطي" المعوض لما تمنى كثيرون و أنا منهم أن يكون "ثورة" كما سميناها في طموحنا و آمالنا .

أن نعترف أمام "الله" و أنفسنا بعد سبع سنوات من هذا الحفل التنكري أننا خُدعنا فذلك لا يعني البتة أننا نرتاح لمقولة "الربيع العبري" و "المؤامرة" على "الوطني المقاوم بن علي" كما يريد بعض بقايا نظام التسلط و الارتهان اقناعنا بذلك بالاعتماد على الفضائح الفعلية للطبقة الجديدة بجميع فروعها من جديدة فعلا و قديمة مرسكلة .

كل ما نريد قوله أن غضب الصادقين من "التفكه" بموضوع خطير مثل موضوع التطبيع لا يعني أبدا براءة نخبة سياسية جديدة لم تثبت على امتداد هذه السنوات من عمر "ثورتنا" أنها فعلا تقودنا و تقود مسارنا بمشروع وطني استقلالي معبر على طموحات شعبنا في تنمية وطنية وعدالة اجتماعية و ديمقراطية سياسية و على آماله حقا في تونس عربية مناهضة للأمركة و الصهينة و قاطعة مع عقود نظم العمالة العربية .

عندما نستعيد أحداث "ربيعنا التونسي" و صراع طبقته السياسية الجديدة هل نجد أنها فعلا اختلفت عن نظام المخلوع في الارتهان لغرب استعماري و مجامل للتصهين و نظم العمالة ؟

ألم تعارض جبهة الروز بالفاكية بأموال خلجان متصهينين و ماكينة القديمة "العميلة" و رعاية قوى دولية شوهد مسؤولوها "السريون" يديرون الصراع في البلاد على عينك يا تاجر؟

ألم تتمترس الترويكا بقيادة النهضة و المرزوقي و تتبنى رؤية استراتيجية للمنطقة صاغها محور "رعاية ثورات" و كان ما اقترفه في سوريا أكبر خدمة قُدمت للامريكان و الصهاينة و عملائهم الخلجان في المنطقة ؟

ألا يطبق الآن وفاق نهضة نداء في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ما لا يمكن أن يحلم به الغرب الليبيرالي المتصهين مع نظام عميلهم بن علي الذي كان يتحفظ و يسمحون له بالحذر نظرا لنقص شرعيته؟

أليس التونسيون اليوم مخيرين بين سلطة و معارضة ..يمينا و يسارا و وسطا لا يفعل رموزهم إلا وضع أنفسهم على ذمة الابتزاز المتبادل لبعضهم و تداول مواقع الحكم و المعارضة بنفس سقوف الارتهان و تسويق أنفسهم الى غرب سيظلون يخشون أمامه الحديث عن مساندة مقاومة تزيل اسرائيل و أشجعهم يعلن تمسكه "بالشرعية الدولية" ؟

ألم يحول كثير من كتاب و سياسيي "الثورة" أتباعهم الى مجرد أبواق للفتنة الطائفية و ترديد خطاب الصهاينة و الامريكان و الخلجان في معاداة المقاومة و داعمتها ايران و في التبشير بسقوط بشار و كأن من سيرثه ليس دواعش الصهاينة و وهابيو الخلجان العملاء؟

قلت انك ضد التطبيع ؟ هات نعيد الحكاية من أولها ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات