من المفهوم تماما ان يتواصل التوتر على جلسات الاستماع و هيئة الحقيقة و الكرامة و مسار العدالة الانتقالية برمته و ان كان ذلك يتم بخدعة الادعاء ان الاختلاف مع سهام بن سدرين اساسا .
مسار كشف الحقيقة هو الهدف اليتيم الوحيد الذي جناه تاريخ تونس من هروب المخلوع و تصدع ابواب النظام /الدولة البورقيبونوفمبرية .
التفاف ،،العميقة،، متحالفة مع بعض اجنحة ،،القديمة،، على هذا التصدع و عودتها في انتخابات 2014 سيبقى مهددا و قابلا للانهيار عبر مسار العدالة الانتقالية و كشف الحقيقة و لذلك نفهم توتر كل ،،اجنحة القديمة،، من نداء و مشروع و اكاديميا النظام و الاجهزة لان ،،الالتفاف،،تم اساسا عبر ،،شرعية الدولة /النظام،، المختزلة في البورقيبية .
توترت ،،العميقة،،و ،،القديمة،، في الجلسات الاولى حين تم هتك ،،كذبة الحداثة،، و كشف العنف القروسطي الذي قامت عليه ،،البورقيبية،، عبر فضح منظومة التعذيب التي تظهر ،،الزعيم،، على حقيقته مستبدا شرقيا او فاشيا افرنجيا او ملكا مرعبا من عصور اوروبا الكنسية .
لكن التوتر الاعظم سيكون في الجلسات التي طرحت الصراع اليوسفي البورقيبي لطرح ،،الشرعية الوطنية،، للبورقيبية اصلا للنقاش .و الحقيقة ان هذا التوتر الكاذب على جلسات الاستماع لا مبرر له .يجب ان نسجل ان النظام البورقيبي هو النظام الجمهوري العربي الوحيد الذي سبق ان طعنت نخبه بتياراتها المختلفة في ،،شرعيته الوطنية،،.
اليسار و القوميون و الاسلاميون جميعهم مروا تاريخيا فكريا و تنظيميا بمرحلة الاجماع على ،،عمالة النظام،، و زعماء في المعارضة او الحكم حاليا رددوا باستمرار في شبابهم ان النظام البورقيبي ،،عميل،، و الحق ان نخب المعارضة التونسية ذات المرجعيات الايديولوجية الكبرى لم تنخرط في العمل القانوني مع ،،النظام،، و ،،الدولة المقبول استقلالها،، الا بعد فترة متقدمة و بعد مرحلة من الطعن في الشرعية الوطنية لبورقيبة.
و الحق ان المعطيات التاريخية لا تنصف بورقيبة كثيرا في هذه المعركة و لا اتصور ان هذه الحقائق تقال لأول مرة مع هيئة الحقيقة و الكرامة فالجميع يعرفها من عقود .
الصارخون بضجيجهم على الهيئة و رئيستها و المستنجدون بالاكاديميين لانقاذ ،، سلعتهم الانتخابية،، التي استعملوها في 2014 و يريدون استعمالها لاحقا سيضعون بورقيبة مرة اخرى في امتحان صعب .كان من المفروض ان يتركوا الزعيم ينام في قبره و يسترون ما ستر الله و لكنهم بصراخهم الغبي من اجله سيقتلونه مرتين و هم يظنون انهم يحبونه فالحقيقة سوف لن تخجل من احد حين سيتجادل فيها اكاديميون اذ لن يكون من مصلحة الاكاديمي الحقيقي ان يضحي بسمعته العلمية ليقول ما وقع.
من يدفع للنقاش حول بورقيبة و حقيقة الاستقلال الذي قبل به فنصره المستعمر سيضر بورقيبة من حيث ظن انه ينفعه .