بعيدا عن التهجم المجاني و بقراءة موضوعية للمشهد يمكن القول ان من اهم خصائص الكادر السياسي لنداء تونس هي الكذب و الاخطاء الفادحة في قراءة الدستور و قوانين الدولة و الاعتماد على قلة الحياء لتبكيت الخصم الذي لا يجرؤ على منافستهم في هذا الميدان .
تفسير ذلك يعتمد على قراءة سياقات و فلسفة التشكل لدى هذا الحزب .لقد كان هاجس هذا الحزب عند بنائه و ترشيح قائماته تجنب الاعتماد الظاهر على كبار الرموز التجمعية في اطار تصفية الحساب مع المجموعة النوفمبرية و محاولة نفي صفة الرسكلة للقديم .لذلك كان الاعتماد اساسا على اردا الشخصيات المطرودة من اليسار و اليمين و النقابات و على ،،مناذلي،، الهياكل القاعدية للشعب الدستورية في الجهات من صغار المخبرين في لجان الاحياء و مكاتب الشباب و الطلبة التجمعيين و الصفوف الاخيرة لاكاديمية التجمع و مؤثثي اجتماعات الكذب و جباة الاتاوات في الاسواق و سارقي الاعانات الاجتماعية و اصحاب كنشات الوصولات من البلطجية و سقط متاع نساء الحارات من الصبابة و طويلات اللسان المستقويات على ازواجهن و رجال الحومة بما عرف عنهن من علاقات بالوالي و المعتمد و العمدة .
عندما قلت بان نداء تونس افسد الحياة السياسية بعد الثورة كما قتلها التجمع قبلها لم اكن اصدر عن موقف عاطفي او ثورجي بل كان ذلك استخلاصا من طبيعة الاطارات المؤسسة و القاعدية و قراءة لاسلوب التنظيم و مضامينه .و ما العراك الذي شهده هذا الحزب بين ،،مناذليه،، و مستوى الجدل بين شقوقه و مفتاحه إلا انعكاسا لهذا التوصيف .
لا احب ذكر الاسماء لكن الاكيد ان قارئ هذه التدوينة يستحضر في ذهنه الان اسماء نموذجية لليساري الرديء و اليميني التعيس و التجمعية النسوية الضحلة و النقابي المكسر الذين يؤكدون هذا التحليل .
نداء تونس و مشتقاته لن يكونوا طرفا في بناء حياة سياسية متطورة و حتى لا نوصف بالثورجية فاني اتمنى فعلا ان تتمكن ،،المنظومة القديمة،، من بناء حزب جديد بأحسن ما عندها من كوادر يمكن فعلا ادارة صراع سياسي معها لان ما يقدمه النداء و شقوقه و مفتاحه ليس اكثر من كوادر بلطجة صنعها المال و الاعلام الفاسدان .
سيأتي يوم تتطور فيه الحياة السياسية ليطلب الشعب نقدا ذاتيا من كل القوى الوطنية التي منحت هذه العصابة صفة المجموعة السياسية حين عملت تحت امرتها في نافورة الرز بالفاكية او حين تشاركت معها في الحكم .