استحضار الرئيس السابق في الاعلام الرسمي و الخاص و في شبكات الأذرع و الأجنحة أمر مثير للاستغراب.الغرابة مردها أمران : ضعف "أدوات الهجوم" و "موقع المرزوقي" غير المقلق حسابيا للأذرع و الأجنحة .
أولا :في ضعف مبررات التصويب ما يدل على تسرعه و الحاجة العاجلة اليه:
اعتمد التصويب على المرزوقي منذ أشهر مبررات ضعيفة سرعان ما يظهر غلطها مما يدل أن اعدادها كان على عجل لأسباب قاهرة ونذكر على سبيل المثال واقعتي الشهر الأخير :
أ)نسبة تصريح مزيف لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يتهم فيه الترويكا و المرزوقي بتسفير الارهابيين أثناء حكمهما و هو تصريح لا أساس له من الصحة (و أتحدى وفد شهرزاد عكاشة" أن ينشره صوتا و صورة (لتردده أذرع الغرفة سريعا و الغريب تورط قيادات حزب الحراك و صفحة رئيسه في الرد عليه دون تثبت و فهم لخلفيات المعركة .
ب )تشويه حوار المرزوقي و اتهامه بسب الشعب التونسي و هي كذبة سيتبين ضعفها بمجرد ترويج كامل الحوار لنجد أن المرزوقي لم يفعل غير أن "جنقل" فكريا على طريقة "ابن خلدون" في الفصل 19 من المقدمة حين أقر " أن من عوائق الملك المذلة للقبيل و الانقياد الى سواهم" "و سبب ذلك أن المذلة و الانقياد كاسران لسورة العصبية و شدتها فإن انقيادهم و مذلتهم دليل على فقدانها فما رئموا للمذلة حتى عجزوا عن المدافعة " "وهو دليل صريح على أن المغرم موجب للذلة هذا إلى ما يصحب ذل المغارم من خلق المكر و الخديعة بسبب ملكة القهر".
مهاجمو المرزوقي باسم "جماهير شعبنا العظيم " و كرامته سيضعفون سريعا اذا تبين أن المرزوقي لم يقل إلا ما أقره الكواكبي في طبائع الاستبداد فصل الاستبداد و الأخلاق من أن " الاستبداد يؤثر في التربية والأخلاق "فيفسدها ويضطر الناس إلى الحاجة إلى الكذب والخداع والنفاق والتذلل" و اذا اطلعوا أيضا على كتاب سيكولوجية الانسان المقهور لمصطفى حجازي و كتاب منصف وناس عن الشخصية نكون قد ارتحنا من ضُراطهم الشعبوي .
ثانيا : اذن لماذا يجب مهاجمة المرزوقي و بهذه السرعة دون اعداد جيد للسلاح ؟
هل هو منافس قادم ؟ طبعا لا شيء يؤكد و الأغلب هو الجواب بلا. فلن يمثل المرزوقي منافسا جديا في معارك التوريث و الانتخابات القادمة حسب معطيات محلية و اقليمية و دولية و حسب قدرات كادره السياسي و الحزبي و الاعلامي حاليا .
اذن لماذا تقاسم الهجوم عليه سريعا عدد متنوع من الأطياف من " ناصحين بقلوب حنينة " من أحد أجنحة "النهضة" يحترمون فكره لكنهم ينصحونه بالمغادرة لأنه "مش متاع سياسة " و بين مهاجمين تقليديين من أذرع اعلامية و سياسية و بالتدقيق من أجنحة "نداء" و "مشتقاته" من غير "مشروع مرزوق" و من أجنحة محددة بالاسم في الجبهة الشعبية و أطراف من آفاق و الوطني الحر ؟
لماذا يتم "صنع المرزوقي" كخصم بارز و ملائم ؟ ماهي المعلومات حول "الترتيبات الاقليمية و الدولية" لتونس ؟ اذا لم يكن المرزوقي فيها و هو الأقرب الى الصواب فلماذا يتم استحضاره هو بالذات كخصم ؟ على ماذا يتم قطع الطريق عبر "كوبري المرزوقي"؟
لن أجيب الآن طبعا . سلام ..