لاشك ان الاهتمام بالقضايا الكبرى امر مهم..لكن المثير للأعصاب فعلا ان تجد شعبا لا يتجاوز تعداده 12 مليون..بعد 60 عام استقلال..مازال فعلا يشقى في حياته اليومية ليتحول الى شخصية متوترة ليس من نقص في ذات اليد دائما بل يتعب لأن دولته فعلا لم تراهن جديا على سعادة الانسان…
ألا يستحق هذا الشعب نقلا محترما و طرقات منظمة و ادارة و خدمات مقبولة يا رسول الله؟ ..في الاعياد شاقي..في الذهاب و الاياب من عمله معذب..حتى في المصيف و الترفيه جهدو مقطوع..يطلع اوراق تطلع عينيه..بفلوسو و إلا بلاش يعاني..في المقهى صخب و في البحر تعب..و في الامطار يغرق …
ماذا فعلوا فعلا لهذه البلاد مدة 60 سنة ...لماذا نصر على الكذب و ادعاء الافضلية بالنظر فقط لمن هم دوننا...انا كسول لا اتنقل كثيرا و لا اشقى من اجل شيء و اؤجل دوما عمل اليوم الى الغد كلما عرفت ان عمل اليوم سيشقيني..و لكن كلما اضطررت للسعي مع الساعين يمتلئ قلبي على شقاء هذا التونسي المسكين رغم انني اكذب لو قلت ان معاناتنا هي نفس معاناة المسحوقين و المضطرين..
اتساءل ..علاش هكا؟ ألا يستحق هذا الشعب احسن من هكا؟..ليس صحيحا انه مسؤول على شقائه و لكن الفساد و البيروقراطية مسؤولان لعقود عديدة ثم يزعمون العكس و يتباهون بانجازاتهم …هل نلوم هذا الشعب على توتره و فساد اخلاقه غالبا في الشارع و الحارة و نحن نضعه في قلب الجحيم يوميا..
لقد زرنا بلدانا ليست بعيدة على امكاناتنا و لكنك تلمس الهدوء و الاطمئنان على ملامح اهلها لأنهم يجدون خدمات تليق بهم و تساوي ما يدفعون من ضرائب …شوفو التوانسة في محطات النقل مثلا ثم احمدوا الله حين لا تنفجر كل دقيقة مرارة مواطن…