يتوحد الشعبُ حول الوطن اذا وُلدت "نخبُه" تليق به ..

Photo

لو كان الوضعُ متاحا للمفاخرة و المزايدات سيزايد عبدُكم الفقيرُ و عدد كثير من كُتاب قرأنا لهم و استفدنا منهم بإعادة التأكيد على كل النقد الذي وزعناه بالعدل في مقالاتنا و مداخلاتنا على كل أطياف الطبقة السياسية التي تاهت بوصلتُها بيمينها و يسارها بعد الثورة .

نقدنا العمى الاستراتيجي لمعارضي الاستبداد من يسار و عروبيين و ليبيراليين حين هرعوا الى قصعة الأرز بالفاكية في تحالف أحمق مع بقايا منظومة عنكبوتية فاسدة استنفذت أغراضها . و حذرنا من تلعثمات الترويكا وضعف كوادرها و فساد تقديراتها المحلية و الاقليمية و الدولية و طبيعة علاقتها مع الدولة و الناس أثناء حكمها و بعده .

و في ثنايا هذا النقد لهؤلاء و هؤلاء لم نبتعد كثيرا عما كتبناه قبل الثورة نفسها حين ربطنا معارضتنا للتسلط الحاكم بنقدنا الذاتي الدائم لفكر معارضة راديكالية كانت او اصلاحية أو موالية ..اسلامية او علمانية ..ظلت محكومة باستمرار بأنساق شمولية عاجزة و بقيم مهزوزة لم تنتج زعامات بديلة و معبئة للناس.

لو استقبلنا من امرنا ما استدبرنا لأعدنا كتابة و قول نفس ما قلناه و كتبناه على امتداد عقود فقد كان خيطه الناظم واحدا بحيث لم نندم على كل استخلاصاتنا التي تُغضب الكثيرين فيلعنوننا قبل أن يكتشفوا صحتها و يخرسون .

لا يتعلق الأمر بعبقرية و وحي الاهي يوحى لنا به بل يتعلق الأمر بحقيقة ملقاة على قارعة الطريق يفقهها كل من ألقى السمع و هو بصير: اننا نعاني من طبقة سياسية ضعيفة لا تهمها غير مصالحها الحزبية او الشخصية و تصر على العناد و تكرار الأخطاء حتى نكاد نجزم انها تمارس خطاياها بقصد و تدبير لايلام وطن و شعب مسكين هاهو اليوم يرى حلما كونيا حيته عليه الشعوب يذبل و يكاد ينهار .

لا يتسع الأمر للمزايدة و التنابز و التفاخر ..هناك وطن يشرف على الغرق و شعب تعذبه المعاناة و نخبة بكل اطيافها لا تسمع ..ألم يحن زمن الافاقة على أوجاع لحظة تحتاج نخبة تليق بشعب كريم ؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات