معركة الحُديدة ..هل تورط الإمارات السعودية ؟

Photo

حرب المعابر المائية تكشف عن نفسها ..

بدأت القوات السعودية والإماراتية هجوما سمته "معركة النصر الذهبي " على مدينة الحديدة غربي اليمن، وسط تحذيرات دولية واسعة من التداعيات الكارثية الإنسانية و العسكرية لهذه المغامرة .

الولايات المتحدة أول المتخوفين من هجوم تعرف بدايته لكنها لا تستطيع التحكم في منتهياته " بشكل نظيف من دون وقوع أي حادث كارثي" .

محللون عسكريون أمريكان يؤكدون أن شن أي هجوم ..و بالإضافة إلى انه سيتسبب في كارثة إنسانية فان من شأنه أيضاً أن يكون خطأً استراتيجياً من الناحية العسكرية.

السيناتور الجمهوري تود يانغ والسيناتورة الديمقراطية جين شاهين يقودان حملة لإيقاف الهجوم و الحرب في اليمن مؤكدين أن "على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها لإقناع السعودية والإمارات بالسعي إلى حلٍ دبلوماسي عاجل لإنهاء الحرب الأهلية".

رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني، توم توغندات قال " إن من شأن هذا الهجوم أن يكون خطأ، وستكون له تبعات إنسانية وبيئية هائلة".

ليز غراندي، منسِّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن تؤكد أن وكالات الإغاثة الإنسانية "تخشى أن يفقد نحو 250 ألف شخص كل شيء، حتى حياتهم".وقالت غراندي: "قطع الواردات عبر الحديدة لأي مدة من الوقت، سيضع سكان اليمن في خطر شديد غير مبرر".

مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن يقطنها نحو 400 ألف نسمة وتبعد عن العاصمة صنعاء قرابة 220 كم بقيت بعيدة عن أجواء الحرب و مثلت المنفذ الرئيسي لأنصار الله الحوثيين المسيطرين على صنعاء .

في الحديدة ثاني أكبر ميناء في اليمن (بعد ميناء عدن في الجنوب) و يقع على ساحل البحر الأحمر إذ يحتل موقعاً استراتيجياً لقربه من خطوط الملاحة العالمية و بنيته التحتية المتطورة من أرصفة و مخازن و عمق مياه تجعله من أهم المواني في المنطقة .

الحديدة التي تنتشر قبالة سواحلها في مضيق باب المندب أكثر من 40 جزيرة أكبرها جزيرة كمران، كانت على مر التاريخ مطمعا لموجات الغزو الأجنبي الطامع في مدن الساحل اليمني الاستراتيجي .

الحرص على هذه المعركة رغم مخاطرها يبدو إماراتيا أكثر منه سعوديا. إذ بالرغم من أن ميناء الحديدة يعتبر ممرا لأسلحة الحوثيين و الصواريخ الباليستية التي تقصف السعودية فان الإمارات تبدي حماسا اكبر للمعركة .

الإمارات تسابق الزمن لتحقيق طموحها في الاستحواذ على الحديدة.لتعويض الخسائر التي تكبدتها خلال الأشهر الماضية في خليج عدن، بعد أن أنهت جيبوتي نشاط شركة "جبل علي العالمية للمناطق الحرة" في أراضيها، وأوقفت نشاطها في إحدى أهم موانئ الحاويات الجيبوتية، تلتها إجراءات اتخذتها الحكومة الصومالية بشأن نشاط الشركة الإماراتية في عدد من موانئ البلاد بعد اكتشاف مخطط الإمارات لإرباك مقديشو عبر تمويل تنظيمات إرهابية تورطت في تفجيرات ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين.

هذه كلها مؤشرات تكفي للاعتقاد بأن الإمارات تخوض معركتها الخاصة في الساحل الغربي لليمن، لكن في المقابل يبدو ان الهزيمة مرة اخرى ستكون مصير العدوان الصهيوخليجي على اليمن .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات