جاذبيية الديمقراطية و مغامرات القديمة

Photo

كل المعطيات تؤكد انه لم يعد هناك امكانية لترتيب آمن للمشهد السياسي في تونس إلا عبر الاسلوب الديمقراطي الذي يمثل الصندوق احد اهم آلياته.

كل مغامرة خارج هذا السياق لن تحمل البلاد إلا الى سياقات التوتر الدائم و تأبيد العطالة و الاحتقان و المواجهات التي لا تخدم احدا في الداخل و لا حتى في الخارج من القوى المعنية بدور ما في تونس و في الاقليم.

لكن جاذبية الديمقراطية و توافق الجميع عليها اسلوبا امثل لإدارة الصراعات الوطنية لا تتدعم إلا اذا احس الجميع ان هذه الديمقراطية منصفة لكل القوى يستطيع من خلالها الجميع ان يرى بواسطتها ذاته بحجمه الحقيقي بعيدا عن كل اشكال ،،تزييفها،، بما في ذلك ،،التزييف الشرعي ،، لها.

للتزييف ،،الشرعي،، اشكال و اساليب اخطرها استعمال ،،اجهزة الدولة،، في الاستقواء على الخصوم .و ايضا الاستثمار غير المشروع في العلاقة مع مراكز القوى و بؤر الفساد و الاستبداد التي لم يتم تفكيكها .و مواصلة الاستفادة من مشهد اعلامي و مؤسسات صناعة الوعي التي لم يتم تأهيلها لتتناغم مع مرحلة ديمقراطية تعددية .و اخيرا و هذا الأخطر هشاشة الحصانة الوطنية بتحول الفاعل السياسي الى قوة مصطنعة لا تعبر عن ،،سعره الحقيقي،، في سوق التعددية الديمقراطية إلا بمقدار الدعم الخارجي للقوة الدولية التي يضع نفسه على ذمتها.

ان الشعور باليأس من الآلية الديمقراطية يتعمق لدى عموم الشعب و جزء من النخبة السياسية حين تتحول الديمقراطية الى قناع مزيف يخفي آليات الاستقواء اللاديمقراطي للأطراف السياسية التي تتحول الى ،،لوبيات،، اكثر من كونها ،،احزاب،، اي قوى ،،تمثيل اجتماعي،، للفئات و الطبقات و الافكار الحقيقية على الارض .

هذا اليأس من الديمقراطية هو الذي يفتح الباب للمغامرات اي للاحتراب المؤذن بخراب المشهد الوطني و يجب ان نملك اليوم شجاعة القول بأن ،،القديمة،، و اجنحتها المتصارعة بالدولة و في الدولة و بتوظيف خصومها و حلفائها احيانا هي اخطر من يهدد جاذبية الديمقراطية .ليس من صالح القوى الجديدة مهما اختلفت فيما بينها ان تقبل او تتواطأ مع اسلوب ،،اجنحة القديمة،، في ادارة الصراع لأنه اسلوب مدمر للجديد كله مهما فرح اطراف هذا الجديد و هم يحققون الانتصارات على بعضهم في ميدان القديمة و بأساليبها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات