،،الاسلاميزم،، كأفق كوني لكن بأي معنى..

Photo

منذ الثورة الاسلامية في ايران أواخر السبعينات بدا واضحا أن أفق النهوض في العالمين العربي و الاسلامي سيكون مطبوعا بالاسلام كمرجعية مفتوحة لتعبئة عموم ،،الجماهير،، العربية و الاسلامية في معركتها الشاملة من أجل التحرر الوطني و التنمية الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الحضور من جديد في ترتيب تاريخ و جغرافيا و قيم الكون.

مشاريع دول الاستقلال و نخبها في العالمين العربي و الاسلامي كانت تصل الى افقها المسدودة بكل تياراتها و قيمها ،،المعلمنة،، قومية كانت أو ليبيرالية أو يسارية و ترهلت قدرتها على التعبئة و التحشيد لتبقى متخارجة عن ،،المجتمع،،.

كانت المشاريع الكونية المطروحة على الانسانية تبدي وهنها و تفقد قدرتها على الاغراء و تطرح على الشعوب المقصية من طاولة الكون تحديات معرفية و قيمية جديدة لصياغة مشاريع نهوضها في افق فك الارتباط ابيستيمولوجيا و رمزيا مع مركز يصل الى حدوده.سقطت ،،الشيوعية،، اعلى مراحل الانتاج المعرفي و السياسي للفكر الغربي في صورته الناقدة و المراجعة و بقيت الليبيرالية الفردانية تعاني بذور فنائها في احشائها و تعيش ازماتها الدورية و تنجز حلول مآزقها بالكشف المطرد على وحشيتها و انسانيتها المزيفة حتى في ،،ابدع،،ما انتجته من قيم ،،الديمقراطية،،و ،،حقوق الانسان،، و ،،الحرية،، التي كانت حبيسة ،،مادية،، ارضية تحكم ،،الوعي الغربي،، و تنهي كل مظاهر الفتنة و الاغراء و الجاذبية فيه لدى شعوب مضطهدة لم تستفد منه إلا حروبا و استغلالا و تبعية.

الى جانب الثورة الاسلامية في ايران كانت تتبلور في ربوع ،،آسيا المسلمة،، مشاريع نهوض ذاتي كانت تتخذ من ،،اسلام حضاري،، خلاق مرجعية لنهضة اقتصادية و سياسية وظفت فيها قيم هذا الدين في حب العمل و تقديس العلم و ربط النجاعة بالقيم و الغيب بشهود الواقع و اعلاء قيمة الحرية المقرونة بالمسؤولية و احترام الفرد المشدود الى الجماعة و الاعتزاز بالهوية الخصوصية المعبئة للطاقات من اجل كونية التنوع بعيدا عن عولمة الالحاق او هوية العزلوية القاتلة .

كانت تركيا و ماليزيا بأقدار متفاوتة انموذجا لهذه الاسلامية الفعالة الهادئة في تواز لا تقابل مع اسلامية اخرى لا تقل عنها فعالية رغم طابعها الثوري في ايران كل بحسب سياقاته الوطنية و الثقافية.و رغم تعثرات و مصاعب النموذجين فإنهما يتجليان راهنا ،،مشاريعا وطنية،،ناجحة لإسلامية تفتك موقعها في طاولة التفاوض على كون انساني جديد.

في سياق شبيه تبدو تجارب ،،النهوض الديكولونيالي،،في آسيا الاورتودوكسية او الهندوسية او الكونفيشيوسية و حتى في الجمهوريات المسلمة للاتحاد السوفياتي السابق كما تبدو امريكا اللاتينية بإرثها البوليفاري و لاهوت التحرير نماذجا جديرة بالتأمل ل،،ناسيوناليزم،، معاصر للباحثين على طرق اخرى للتنمية الوطنية في افق تحرري من ميتروبول الالحاق الغربي المأزوم قيميا و ابستميا.

تطلق الاسلامية الايرنية على منهجها اسم ،،الاسلام المحمدي الاصيل ،،في مواجهة ما سماه الامام الخميني بالإسلام الامريكي الطقوسي الذي يريد فصل الدين عن قضايا المستضعفين و استجماع القوة من اجل تحرر فلسطين و وحدة الامة .ضمن هذا التصور بلورت ايران ما سمته نظاما جمهوريا اسلاميا لا يختلف في تقييد ديمقراطيته عن غيره من نماذج الدمقراطية الغربية المقيدة بمؤسسات الامن القومي العقائدي و الاستراتيجي .

ولاية الفقيه و مؤسسات الديمقراطة الدينية المركبة لا تبدو كما يتوهم البعض مجرد ثيوقراطية عصر وسيط فالانتخابات الدورية لم تنقطع بتعددية مضبوطة و لكن بمشاركة شعبية عالية ما يؤكدان الايديولجيا الشمولية المهيمنة تبدو مجتمعية وطنية لا تسلطية دولتية.

ضمن هذه الديمقراطية العقائدية واجهت ايران حصارا مستمرا لم يمنعها من بناء توازن اقتصاد اجتماعي حصنها من هزات داخلية تمس من الالتفاف الشعبي الذي يمتح من معين تشيع ثوري اصبح بمقتضاه المشروع القومي عقيدة و تكليفا دينيا لدى اغلبية مريحة من الشعب الايراني و بفضل ذلك تحتل ايران موقعا متقدما في مجال البحث العلمي و تصنيع القوة حيث يتوقع ان تحتل المرتبة 4 بنسبة اسهام تفوق 2 بالمائة في العامين القادمين.

الاسلامية التركية و الماليزية بدورها تطلق صفة الاسلام الحضاري و الحداثي في مواجهة الاسلام الرجعي او العنيف ولا نرى ضرورة الاسهاب في نجاحات هذه ،،الاسلاميزم،، لتوفر التغطية لها بحثا و دراسة عكس سميتها الايرانية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات