حين يصر الفاشلون على انتاج الوهم كمهمة لمنع النجاح ..

Photo

أشرت في مقال الامس أن قوة الحزبين الحاكمين تبقى نسبية بمعنى أنها "قوة" مقارنة بالضعف الذي يعانيه المشهد المنافس لها .و قد يكون لنا عودة لقراءة في قائمات هذين الحزبين و أسماء المترشحين و المترشحات فيها لنكتشف أكثر هذه "النسبية في القوة" من خلال النوعية التي "التجأ " اليها الحزبان الحاكمان لتشكيل قائماتهم و هي دلالة ضعف رمزي و أخلاقي في أوساط الناس ما جعل عدد الشخصيات المحلية الاعتبارية قليل في قائمات هذين الحزبين .

لكن استماعي للتبريرات و تصريحات قياديي و أنصار باقي الأحزاب الأخرى التي تبين ضعفها الميداني أكد لي مرة أخرى أهم أسباب فشلها الدائم امام هذين الحزبين .

العناد و الدغمائية و الهروب الى الأمام لدى هذه الأحزاب بمختلف اطيافها من يمينها الى يسارها و من قديمها الى ثورييها و رفض قياداتها انجاز نقدها الذاتي سيكون دوما سبب هلاك هذه "الحوانيت" و سيجعل النداء و النهضة باستمرار في الطليعة .

استمعت و قرأت اليوم لقيادات مختلفة من هذه الأحزاب تلوي عنق الحقيقة و تقدم لنا جرد حساب قائماتها مرة "بالهجري" و مرة "بالميلادي" لتؤكد لنا أن ترشيحاتها تتوزع على "الرسمي بالاسم" و "المستقل المتنكر" و الائتلافي "الممزوج بالكاراميلا" . بعض هذه الأحزاب قد يصل حسابها الى أن تفوق ترشيحاتها "المفترضة" بحساب "غيلان" أكثر من المواقع المطلوبة أصلا و هذا من عبقرية قيادات فاشلة تصر على تصوير الخيبة نجاحا أمام أتباع طيبين .

من عوائق بناء مشهد سياسي جديد و قوي أن يُصر أصحاب "الحوانيت" و قياداتها على بقاء حوانيتهم صغيرة في حجم "امكاناتهم" المحدودة متجنبين كل وقوف أمام "مرآة الحقيقة" و اصرارهم على "التغرير بالأتباع" عبر تغذية الأوهام و لو كان ذلك بالأكاذيب .

لم أستغرب هذا الصنيع من حوانيت تقبض من "الخارج" مقابل استمرار "العتبة" أو "الباتيندة" في العمل و لو بدون "مرابيح" من أجل الاضطلاع) عندما يُطلب منها(بمهام التعطيل و الارباك و اختراق البلاد لصالح الثورة المضادة .

و لكنني أستغرب هذا العناد من أصحاب حوانيت يدعون رعاية التقدمية أو الثورة أو الانتقال الديمقراطي و مع ذلك لا يعترفون بالضرر الذي سببوه لهذه الأهداف حين يصرون على ايهام "شعوب الثورة و التقدمية و الانتقال" بنزول الغيث النافع رغم حصادهم البائس فلا يرحمون و لا يتركون رحمة الله تنزل ..عندها أشك أنهم قد يكونون "موظفين" لانتاج "حوانيت الوهم" و استمرارها حتى لا تولد أحزاب "الحقيقة" وهو أخطر من أن تقبض من أجل "الثورة المضادة" .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات