شعوب ناهضة في الفراغ.

Photo

الفراغ السياسي الذي وجد فيه الانتفاض الاجتماعي نفسه منذ 7 سنوات هو الذي سيسمح باستمرار لأجنحة القديم المفلوق و رعاتهم الدوليين باستغلال هذا الانتفاض لإدارة صراعاتهم و تحويل خصومهم الى مجرد أدوات وظيفية في ترتيب المنطقة لصالح جديد بنكهة قديم ضامن.

الصراعات "الهووية" أو "الايديولوجية" بين التيارات الكبرى من اسلام سياسي و يسار و عروبيين في حركة "المعارضة العربية" للنظم الرسمية و حتى التباينات المذهبية و العرقية و الجهوية في المجال العربي كانت باستمرار تُستعمل كصراعات "وظيفية" أتقنت "الدولة القطرية التابعة " استعمالها لضمان استمرار دورها كدولة وظيفية في الترتيب الاستعماري للمنطقة في مواجهة التحولات الشعبية التحررية في المنطقة على امتداد النصف الثاني من القرن الماضي .

تحدث التاريخ على دور "الاسلام السياسي" في سياقات "ثورة يوليو" و شبيهاتها في مواجهة النظم الملكية التقليدية في الخمسينات في الشرق العربي و حتى في سبعينات تونس في مواجهة الاحتجاج الاجتماعي على النظام البورقيبي مثلا بالمغرب العربي .

و لا تخلو الاثباتات على دور "الحركة المسماة اليسارية" في المشرق أو "المغرب" في دعم النظم في مواجهة الاحتجاجية المجتمعية التي اتخذت في الثمانينات و التسعينات لبوسا "اسلاميا" في تناغم مع "الموجة الراديكالية" التي انعشتها "الثورة الايرانية" في مواجهة "الاستكبار".

بانطلاق ما سيسمى "الربيع العربي" التي اندلعت من تونس في الق 21 سيتم توظيف الصراعات داخل "الطبقة السياسية و الفكرية العربية المعارضة" للذهاب بهذا "الربيع" الى مجرد اعادة رسكلة "المنظومات القديمة" عبر شحنها حسب الوضع بالمنتدبين "الوظيفيين" من هذه "التيارات المتناحرة" و عبر تطوير الصراعات بين "هذه التيارات الكبرى" بما يمنع من نشأة "الكتلة التاريخية " التي تكون الرافعة السياسية للانتفاض الاجتماعي في مواجهة هذه "النظم" على قاعدة مشروع التحرر الوطني الشامل و المنشود.

محاولات بناء هذه "الكتلة التاريخية" بين هذه التيارات عبر "التأليف النظري و العملي" بين "أجود" ما في السرديات الكبرى اليسارية و الاسلامية و العروبية في "نظرية شاملة" للتحرر كانت محاولات سرعان ما تنتهي الى الانفراط بتدبير جيد من النظم و المخططين الدوليين للمنطقة و بتواطؤ وظيفي من المخترقين لهذه التيارات الكبرى و أتباعهم المغفلين .(مؤتمر الحوار القومي الاسلامي ..حركة 18 أكتوبر ..حركة كفاية الخ.)

باندلاع الحدث السوري الذي لا يكف عن اثبات طبيعته التآمرية تعمق الشرخ بين أجنحة "المعارضة العربية" لتتحول كلها بوضوح الى مجرد أذرع وظيفية لدى "محور العربان و الصهيونية و الأمريكان" حيث تمارس هذه التيارات أدوارها المختلفة باختلاف الأقطار العربية لتصب هذه الأدوار المرتبة من نفس "المهندس" في حساب "قوى تأبيد الهيمنة" و تيه الشعوب المنتفضة بلا "قيادة سياسية" فوق "السرديات التقليدية" تنجز التأليف العميق بين التحرر من ثلاثية الاستبداد و الفساد و الاستعمار .

حتى من يزعم "صياغة" هذه السردية المتعالية باسم "الثورات العربية" وقع هو نفسه في نفس الدور الوظيفي بمجرد اندلاع الحدث السوري الذي كان تدبيرا جيدا من نفس المهندس لمواصلة فلق "الشعوب" و "نخبها" و استهداف المقاومة بما هي ابرز "التأليفيات" التي تتبلور في مواجهة "السرديات الوظيفية"المتناحرة .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات