الساعات الساكتة و الفوات التاريخي ..المعلومات و التحاليل

Photo

الفايسبوك التونسي و تونس مهد أتباع "السرديات المختلفة" للتيارات العربية الكبرى التي تصارعت على امتداد هذه السنوات السبعة في عمر "الربيع العربي" .و لعله فرصة للاطلاع على نماذج من بطء العقل العربي السياسي في الشغل اليومي .

هناك الآن في معركة القدس مزاجان تونسيان أقليان "صامدان" بنفس "الحروف و النقاط" في وضع فوات تاريخي يسهو أصحابهما عن تبدل الأحوال المتسارع الذي يتم في المنطقة بشكل يومي رهيب .

الأول :مزاج سب أردوغان لأنه "الاخواني" "الأمريكي" "المتصهين" داعم الربيع "العبري" و مدمر سوريا الذي "يجب أن لا نصدق دعمه لفلسطين" و يمثل هذا المزاج بعض نشطاء شباب من القوى القومية و اليسارية التي تريد استثمار "انفضاح" المؤامرة على سوريا بعد هزيمة الدواعش و تصريحات بن جاسم لتصفية الحساب مع "النهضة" و "الترويكا" و الربيع "العبري" الذي لا بأس عند هؤلاء من اقحام "الثورة الديسمبرية " فيه مادام في الأمر جردة حساب مجدية مع الاسلاميين .هؤلاء الشباب لن يتدخل أحد من القادة لتدقيق معلوماتهم مادام هذا المزاج صالحا لتصفية الخصم الايديولوجي التونسي و ان كان مزاجا بلا ادراك للتفاصيل.

الثاني : مزاج سب ايران و حزب الله و المقاومة الذين "اجهضوا الثورة الديمقراطية" في سوريا و ساند "البراميل" و"الذي لن يفعل شيئا لاسناد فلسطين" يمثل هذا المزاج (بقطع النظر عن المكلفين بمهمة خلجانية أو صهيونية أو المدعوشين وعيا ) عدد من أنصار الثورات بوه على خوه من شباب صادق غير مدرك لتفاصيل "الحقائق" على الأرض و لن يصحح له احد معلوماته من كبار القادة لأن الحوار الوطني و توافقاته مع القديمة ذهب بالشركاء )الثوار) بعيدا طبعا عن الاسلام "الارهابي الغاضب" و لكن لا الى "اسلام المقاومة" بل الى "الاسلام الديمقراطي" الذي قد يتم ابتزازه لمواصلة "التصدي للعدو الايراني" كما يريد الغرب "الداعم للانتقال اللطيف" .

كلا المزاجين سيكونان اقليين طبعا في لحظات التعبئة الكبرى و لكن استمرار حضورهما دال على حجم التسرع و التشكيل الذهني للأتباع خارج المعلومة .

هزيمة الدواعش و انتصار "الدولة" السورية و الانقلاب العسكري التركي الفاشل و انفلاق الحلف الخليجي بمقاطعة قطر و تقارب الاتراك و القطريين مع ايران و روسيا يعني أن منظومات أخرى تشكلت و تشبكت خيارا أو اضطرارا في السنتين الأخيرتين مختلفة تماما عن المنظومات التي حاولت امريكا تشكيلها لملء الفراغ الاستراتيجي .

تركيا مضطرة أن تكون في مكان آخر غير الذي كانت فيه منذ سنوات و "الاخوان العرب" و بعضهم في تونس بين تائه و مذهول ..ايران و حزب الله و حماس و سوريا و العراق في سياقات أخرى غير ما كانت عليه في لحظات حراك الغموض في بدايات "الربيع" و علاقاتها بخصوم سابقين في دينامية لا تتوقف .و "الرفاق" التونسيون غير متفطنين .

لاشك أن كثيرا من الطبقة السياسية التونسية بتياراتها التقليدية اسلامية او يسارية او قومية هي خارج هذه المنظومات التي تتشكل أو غير مدركة لها أصلا ما يجعلها ممارسة و تنظيرا خارج الوعي بها أصلا و التحيين على قاعدتها .فصلا عن أن يكون اتباعُها مدركين لها.

غرد تونسيا كأنك في عام 11 ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات