النداء و المشروع و آفاق و الحر و عدد آخر من مشتقات القديمة و أذرعها و فروعها و شقوقها ستظل اعادة انتاج و تنويع على مقام "دولة _نظام" الفساد و العمالة ...وحدها الأحزاب الايديولوجية و المعارضة التاريخية يمكن أن تقود مسار التأسيس و الانتقال الحقيقي ..
لكن حجم المؤامرة و اتقان اللعبة دوليا و محليا كان كبيرا فتهتكت هذه العائلات السياسية الكبرى و اخترقت و تصارعت ليتم بالذات صناعة مشهد سياسي بنوعية الشركات المذكورة اعلاه و تكون الاحزاب التاريخية مجرد كومبارس في الرسكلة و اعادة الانتاج للقديم المحور جينيا ..
هذا بالضبط ما أسميته بالديمقراطية الشكلانية في سياق مشروع الشرق الأوسط الجديد و الانقلاب على انتفاض الشعوب .
أنجزتُ دراسة على تقرير راند منذ أواسط الالفين و نشرتُها في جريدة الموقف حول كيفية تصور مؤسسة راند لكيفية هندسة المشهد السياسي العربي و طريقة تعاملها مع التيارات الكبرى الاسلامية و اليسارية و العروبية ..المشكل انهم يكتبون علنا ما يريدون فعله لكننا لا نقرأ.عندما نقر بما قلتُه أعلاه وقتها نبدأ في التفكير في أشكال انقاذ المسار الثوري التأسيسي من أجل تونس حرة ديمقراطية مستقلة نامية و عادلة بلا فساد و لا تبعية .
من يقولون لكم ان هذا الكلام "ثورجي" و يقوم على "قطيعة" و استئصال للخصوم و ان هذا طريق صعب يفتح البلاد على مواجهات انما يضخمون من قيمة منظومة هي اوهن من بيت العنكبوت و قلوب رموزها شتى متناحرة بولاءات مختلفة و يمكن الخلاص منها بأقل الضرائب و لكنها تتمعش من مثل هذا الخطاب الذي تعلنه كل الاحزاب التاريخية لتثبط عزائم اتباعها و لتؤدي مهمتها في حماية المنظومة كل بطريقته .
ليس دورنا أن نقول ما سيقع و لكن أن نقول ما كان يجب ان يقع حتى يعرف الاتباع حجم جرائم قياداتهم .