القديم العائد الذي يحتل بماله الفاسد و شبكاته وسائل "الدعاية" المظلمة القادرة على تزييف الوعي لم يُحقق انتصاره المؤقت على الجديد الثوري إلا بما يملكه من وسائل "القوة العارية" في مفاصل الدولة و الادارة و أدوات العنف الرمزي و المادي و "التخابر الشرير" و قدرة التوحد على الخراب و التعطيل و الافساد و الردة و بما احتله في عهود الاستبداد من منظمات مجتمعية و ما تمكن من بنائه أثناء سنوات التسيب الثوري من جمعيات و أذرع انهاك للقيم و العقول و الاقتصاد و بما يملكه أزلامه من استعداد فطري للارتهان للقوى الدولية الخائفة من عصر الشعوب .
سردية الردة التي حصل لها التمكين المؤقت في انتخابات 2014 لم تنجح إلا بقدرتها على صنع "المزاج المغلوط" لدى مليون و نصف من الناخبين الحقيقيين و الموتى ممن تم اقناعهم أن "القديم" هو المنقذ من "جديد" زعموا أنه "فاشل" بما تظافر عليه من "تعطيل" و "عرقلة" و تاليب دولي و دماء مشبوهة رقص عليها "اعلام فاسد" و "حلفاء" مشدودين الى مجرد نزوات ايديولوجية أعمتهم عن فداحة القديم و رداءته.
بعد أيام من "انتصار الردة" في الانتخابات الماضية بانت مرة أخرى "رثاثة" القديم و ضحالته و استحالة قدرته على التجدد و العطاء .لم ينتصر هذا القديم العائد إلا بماكينة فساد و استبداد شرسة و هاهي الآن تتناهش على مرأى و مسمع من الجميع . لم ينتصر القديم إلا بنخبة فنية و ثقافية و فكرية و اعلامية و أكاديمية لا تنجح إلا في الهدم و تزييف الوعي لكنها في البناء لا تملك إلا السطحية و الفراغ .
على هذا الفضاء و في صف الثورة مئات من أسماء المثقفين و العلماء و الاعلاميين و الكتاب و الشعراء و السينيمائيين و المسرحيين و السياسيين و خبراء الاقتصاد و التربية و التعليم و الفعل الاجتماعي . في صف الثورة و الجديد مئات من الرجال و النساء و الشباب القادرين على صنع الحداثة و التقدم و التنوير و بناء الوطن اقتصاديا و تربويا و تعليميا و ثقافيا و ابداعيا . في صف الثورة و الجديد بُناة دولة الحلم القادم .دولة الرقي و الحرية و التقدم . في مقابل نخبة قديم تجتر تفاهاتها و سردياتها الباهتة التي استنفذت قدرتها على البناء فتحولت فقط الى استثمار ما تملكه من وسائل في الهدم و التآمر على الجديد .
أيها القديم أنظر الى انتاجك السياسي و الاعلامي و الثقافي و الفكري و الفني في سنوات ستة من عهد الحرية . ماذا تجد غير صراخ الفارغين و محاور النقاش التضليلية و مزاعم الخبراء التي تسقط بمجرد أن تُتاح الفرصة للجديد حتى يناقشها في ما يُتاح له من هامش . أنظر ايها القديم طبيعة الطبقة السياسية و الاشخاص و الاحزاب التي انتجتها بمالك الفاسد و شبكاتك القادرة و أتحت لها حكم البلاد في هذين العامين من عودتك .أنظر الى حصادك الهشيم و انت تسير بالبلاد الى الهاوية بعد عودتك أو عودة جزء منك . أنظر الى ممثليك كيف "يفجُرون" في خصامهم مع الجديد أو حتى فيما بينهم دون قدرة على الاختلاف البناء.
ثم أنظر الى ابداعات جديدنا و لن تراه طبعا و قد لا يراه شعب تحتله بوسائل دعايتك المسيطرة .