في مشروعية تشكيل قوة التوازن الجديدة مع النهضة ..

Photo

الرثاثة الأصلية لنداء تونس ك"شيء" خادع ..

لا يمكن ان ينكر احد صحة فكرة ضرورة احداث التوازن مع "الاسلام السياسي" التي راجت في 2012 بعد الانتصار البارز للنهضة و الاسلاميين في المنطقة اثر موجة الربيع العربي و الانتخابات في تونس و مصر و ليبيا و المغرب الأقصى و اليمن .فالتوازن ضرورة للديمقراطية حتى لا يُصاب الفائز بالغرور.

كما ان التوازن مع الاسلاميين بالذات كان ضرورة بيداغوجية لدفعهم نحو التطور و التنسيب خصوصا بعد حالة الفوران الانتصاري التي أصابت الاسلاميين العرب و أتباعهم بالخصوص و ارتداد خطاب العديد منهم الى الوهبنة و الشريعية المتاخمة لدعوشة خطيرة لمسناها في مواقفهم و تعاطيهم بالخصوص مع (و في) الحدث السوري و في تغذيتهم و دورهم الوظيفي في المؤامرة المذهبية و استهداف المقاومة التي عمل عليها مخطط "الدمقرطة" و مشروع "الشرق الاوسط الجديد".

لكن ما كنتُ متأكدا منه منذ تشكل هذا "الشيء" المُسمى "نداء تونس" في أواخر 2012 أن طبيعة هذا "التشكيل" ليس أكثر من "وفاق تحيل" فكري و سياسي ديماغوجي بلا مشروع و لا أفق الا في ان يكون ماكينة انتخابية للانقلاب على مسار الانتقال و كبح حركته . و قد كان العدد الأبرز "للشخصيات" الملتحقة به تعبيرا دقيقا من خلال سيرها الذاتية على نوعية "السياسي" و الناشط و الفاعل الذي يجب أن تتخلص منه تونس التي تريد بناء نفسها من جديد بعيدا عن مظاهر الفشل و الانتهاوية و المغالطة الفكرية و حفلات التنكر في مشاهد السياسة الرثة.

و في هذا الوقت بالذات الذي كانت فيه هذه "التشكيلة" تتجمع و تكتسح مقاعد التوازن المطلوب و تحتل وجدان التونسي الطيب المرعوب من بلد تحولت ثورته الى "دماء" و "مؤامرات" كان الطيبون الأغبياء من الطبقة السياسية الجديدة من اليسار و العروبيين و الديمقراطيين الذين كانوا من المفروض أن يكونوا هم قوة التوازن ..كانوا يتلمظون ريق خيبتهم كمخدوعين بعد أن اشتغلوا حطب شعول و كواسح الغام و بيوت استحمام لتشكيلة نداء تونس .

لم يتطلب الأمر اكثر من أيام و أشهر بعد فوز 2014 و بداية قسمة المسروق حتى ثبتت نبوءتنا و تحذيراتنا في مقالاتنا على امتداد 2012 و 2013 الى حدود انتخابات 2014 بأن التوازن ضروري نعم مع اسلام سياسي يجب فعلا أن يكون من يوازنه لكن هذا "الشيء" المسمى نداء تونس ليس هو العنوان و كانت الحروب البينية داخل هذا الشيء و خارجه فرصتنا للاستماع الى كلامنا يقوله الشُهاد من أهلها على أنفسهم .و هاهي الأيام اليوم تكشف للجميع أن قوة التوازن الوطني في مكان آخر يجب ان يفكر فيه الوطنيون ..لكن هيهات .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات