حتى لا يدخل المغرضون بين ظفر ولحم

Photo

ازعم اني من نشطاء الشان العام منذ عقود ..و هو ما يؤهلني للقول بان نقابة الصحفيين التونسيين و نقابات (جامعات التعليم ) بمختلف مستوياته هي هياكل ،، شقيقة ،، كل في ميدانه و ان الفاعلين هنا و هناك في الكفاحية النقابية المهنية بالإعلام و التعليم يجمعهم الكثير رمزيا و فعليا في الماضي و الحاضر و المستقبل في مواجهة الرداءة و الاستبداد و الفساد و مواجهة الارتداد اليهما ..نقابة الصحفيين و نقابات التعليم تاريخا و مستقبلا بطبيعة الفاعلين فيها تيار وطني واحد يصعب ان يستفيد ،، الادعياء ،، الذين يستغلون فرصة الصراع بين القطاعين من هذا التناقض الطارئ داخله .

ازعم اكثر ان بين الصحفي و الكاتب و المنتج الاعلامي من ناحية و رجل التعليم في الابتدائي و الثانوي و العالي جسر عظيم و مجال مشترك في انتاج المعنى فعليا لا مجرد تعبير مجازي فعلى ساحة الانتاج الاعلامي يحضر اساتذة و معلمون كثر منذ حتى ولادة الاذاعات الجهوية و باستمرار في مجال التلفزيون و الصحافة المكتوبة حتى اختلطت الصفات لدى كثيرين بين الابداع في الاعلام و تكوين العقول في القسم و المدرج .

لا بل ان من يعرف معهد الصحافة و خريجيه مذ كان في زنقة ،، طراد ،، في مونفلوري يعلم ان كثيرا منهم قد اختاروا الالتحاق بصفوف التعليم و التدريس حين كان مجال الاعلام محاصرا لا يستوعب كل خريجي ،، الايبسي ،، و من يعرف تاريخ الحركة الطلابية ماضيا و حاضرا يعلم جيدا ان الشاب الصحفي او المصور يلتقي صديقه الشاب المعلم او الاستاذ يوميا ليستحضروا ذكريات نضالهم المشترك .

اقول هذا و انا ارى راقصين كثر يسكبون الزيت على نار سوء التفاهم بين نقابتين مناضلتين هي نقابة الصحفيين و نقابة الاساتذة .

التوضيح ضروري ..كتب الصديق الصحفي سعيد الزواري البارحة توضيحا رشيقا بين فيه الفرق بين الصحفي الميداني الذي ينزل الساحة لنقل الحدث و كتابة التقرير (الريبورتر ) و البلاتو الذي يحضر فيه خط القناة التحريري و خيارها و مزاج محلليها و كيفية بنائها للمشهد و في غالب الاوقات لا تتحمل ،، الصحافة ،، بمعناها المهني الدقيق مسؤولية مشهد يسمى ،، اعلاميا ،، لكن تشكله اجندات ،، ميتا اعلامية ،، من خارجه تبدأ من المال الى السياسة وصولا الى صراع اللوبيات ..هذا ما يجب ان يفهمه الاساتذة و غيرهم من القطاعات حين يتعاملون مع صحفيي الميدان الذين يدفعون في احيان كثيرة ثمن الاجندات ،، اللااعلامية ،، للمؤسسات التي يعملون فيها .

يعلم صحفيون كثيرون و من بينهم النقابة التي اعترفت بذلك في بيانها قبل الاخير ان كثيرا من المؤسسات الاعلامية قد مارست في حق الاساتذة و تحركاتهم مقاربة شرسة و غير مهنية بل و مغرضة و من اجل غايات لا اعلامية و لا تمت للمهنية و شرف المهنة بصلة و هي نفس الممارسات التي ادمنتها هذه المؤسسات في مختلف القضايا بل و التي لم يسلم منها حتى النضال النقابي للصحفيين انفسهم و قد كانت نقابة الصحفيين نفسها ضحية لهذه المؤسسات الاعلامية التي اضرت بسمعة السلطة الرابعة .

بين الصحافة الشريفة و نقابتها المناضلة و الاساتذة و نقابتهم المكافحة صلات قربى و مشترك دائم في صناعة المعنى و بناء تونس الديمقراطية بلا فساد و لا فاسدين و تونس العادلة بلا مافيات و لا سراق يسعون لاستكمال السيطرة على مصانع العقل من المدرسة الى وسيلة الاعلام ..و تونس المتنورة بلا ظلام و لا انغلاق ...و لهذه الاسباب لن يرضينا التجاذب بين قطاعين يضمان فرسان بناة العقول و قادة الراي و صانعي الافكار و لن نسمح للمغرضين بمواصلة الرقص على المواجهات بين الصحفي و المربي فلنا في القطاعين احبة و رفاق درب و مسيرة طويلة و عسيرة لعيون جميلة هي تونس القادمة فليخرس الداخلون بين الظفر و لحمه لانهم سيخرجون عندها بغير ما يشتهون . ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات