قطر و أصدقاؤها في منعرج الخيار الشريف

Photo

الصراع الخليجي لا نفهمه بمجرد التبريرات التي يقدمها قاطعو العلاقات . العامل الرئيسي للصراع أن الهزيمة يتيمة لا أب لها . قطر و تركيا و السعودية و الامارات هم الحلف المهزوم في سوريا . للهزيمة انعكاساتها . تعدد طرق الهروب منها هو ما يثير الصراع بين المهزومين . فيضغط أحدهم على الآخر كي يبقيه معه متحملا مثله ما يتحمل و يناله ما ينال باقي المهزومين .

دعم الاخوان و التأثير السياسي في الشؤون الداخلية عبر الجزيرة و عبر العلاقات بالجمعيات و المثقفين العرب المقربين من القرضاوي(مجال الأمير( أو من عزمي بشارة (مجال الأم موزة) هي حقائق كان يعرفها من يتهمون الآن قطر منذ قبلوها معهم في الحلف على سوريا و على اليمن . العلاقات المنفردة بالأمريكان و اسرائيل و حماس و الحفاظ على خيط رقيق مع ايران مارسته قطر بموافقة القوة الدولية الأكبر و بمعرفة من قبلوها في التحالف على سوريا و على اليمن .

اعتماد قطر كدولة وظيفية في خطة "الديمقراطيين" الامريكية لشرق أوسط جديد تتخلص فيه أمريكا من عبء رعاية الاستبداد التقليدي و تتحوط فيه من ثورات جذرية حقيقية تذهب الى استقلال تام للقرار الوطني و استرجاع الثروات و استحضار قيم التحرر العربي من الصهيونية .

هذا الاعتماد معلوم للدول الخليجية و ليس جديدا : قطر أداة و حاضنة جهد الحزب الديمقراطي الامريكي و مؤسساته و خبرائه لتفعيل دمقرطة محسوبة في العالم العربي تديرها نخبة اسلامية ملبرلة و ليبيرالية مؤسلمة معدة مسبقا منذ اوائل الالفين و قد منحت الهبة الشعبية في تونس و مصر فرصة تسريع هذه الخطة قبل أن تتعثر و تنتهي بعودة الجمهوريين مع ترامب ليتم استعادة خطة المغامرات العسكرية و دعم النظم البالية بمقابل مالي .

اذن لماذا تظهر اليوم هذه الشراسة تجاه قطر بهذه الحدة ؟ و لماذا تظهر هذه التهم و كأنها اكتشاف جديد لم يكن يعرفه الخليجيون حين قبلوا بها في التحالفين ؟

انها الهزيمة اليتيمة التي يريد الجميع من الجميع أن يتحملها كاملة .

يدرك الخليجيون أن قطر التي تقفز من المركب السوري سريعا ستُفعل ما تملكه من اوراق جمعتها في فترة "تألقها" الوظيفي(الاخوان .اصدقاء في المعارضة السورية .مثقفون .آلة اعلامية .جمعيات.) لتقايض بهم في الترتيب الجديد للمنطقة بين المحور المنتصر في سوريا من جهة و البراغماتية الامريكية الغربية من جهة اخرى .كما يدرك الخليجيون أن قطر تستطيع أن تأكل من القصعتين بعلاقاتها الرقيقة مع محور المقاومة و ايران و في نفس الوقت تستفيد من تواجدها في التحالف الخليجي .

تعرف السعودية تماما أن أدنى ضرائب الهزيمة هو أن يكون للمهزومين ناطق واحد و أن يكون المهزومون جميعا على نفس المستوى في أوراق التفاوض و امكاناتها و أن تكون علاقتهم بالراعي الأمريكي الحالي هي نفسها .تريد السعودية بعد أن كسبت مصر أن تكون الناطق الأوحد باسم حلف العرب المهزومين للترتيب معها و بها و لن يكون ذلك إلا بإنهاء "قطر" الاخوان و قطر الديمقراطيين و قطر العلاقة المنفردة بالأقوياء .

سوف يذهب "ترامب" الجمهوري نفسه الى تقصيب أجنحة قطر لينزع عنها الريش الذي ربته من حقبة خصومه "الديمقراطيين" .

أمام قطر تميم خياران :أن تسلم للمهزومين اوراقها فلا تكون قطر أو تذهب للمنتصرين فلا تكون قطر أيضا .و بين القطرين فرق شرف.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات