Le manifeste de la médiocratie
في خطأ اتصالي بلغ درجة الانهيار غادر وزير حكومة ،،الوحشة الوطنية،، البلاتو التلفزي الذي جمعه مع نائبين من المجلس التشريعي على قناة التاسعة.
السيد محمد الطرابلسي النقابي السابق و خبير و وزير التفاوض الاجتماعي تفاجأ كما هو ظاهر بالمنسوب العالي للجدل الصدامي الذي فرضته سامية عبو عن التيار الديمقراطي و بالسقف المرتفع للجذرية السياسية الذي وضعه أمامه نائب الجبهة الشعبية ايمن العلوي.
محاولات المداورة الاتصالية التي اعتمدها ،،المفاوض،، الوزير لم تنجح في فرض النسق الحكومي في ،،الخطاب،، الذي لم يجد اكثر من ،،مطلب التنسيب،، عنوانا للرد ما يعني غياب سردية حكومية مقنعة و متكاملة في حوار مع المعارضة يجب أن تحكمه ،،الاجابة المطلقة،، لا ،،النسبية،، التي هي صفة الخطاب في مجال البحوث و التفكير لا في مجال الحكم و الصراع السياسي .
السيد الطرابلسي الذي بان عليه التوتر منذ فقرة ،،كاميرا حسام،، كشف اتصاليا وضع الغربة الحكومية التي لا تجد اليوم أكثر من ،،كاريزما رئيس الجمهورية،، للاستمرار في غياب ،،كاريزما الخطاب و البرنامج،، لديها كسلطة تنفيذية اولى. و بصدفة محضة ربما تمثلت في غياب الضيف الثالث خربت كاميرا حسام منذ البداية بالتفكه على الرئيس الرصيد الوحيد الذي تعتمده الحكومة الحالية للبقاء على قيد الحياة و هو الرصيد الذي قضت عليه حد الثمالة مستشارة الرئاسة بعد ذلك .
الحقيقة أن انسحاب الطرابلسي الذي مهد له بحيلة افتقاد ،،آداب النقاش،، لا يبرره غير اكتشاف الوزير لعجزه عن الرد في خصوص اتهام النائب ايمن العلوي بالاسم لعدد من الوزراء و المصالح الحكومية و هو اتهام دفع اليه ارتباك اتصالي أساسي للوزير حين تحدى النائب لذكر الأسماء ما يعني غفلة السيد الطرابلسي عن السياق السياسي الذي يتحرك فيه بعد الثورة ليطرح تحديا ادنى سقفا من المرحلة دون ان يملك فيه سلاح رد ان قبل الخصم التحدي متاع عام ككح.
حكومة الوحشة الوطنية لا تفشل تواصليا لغياب ،،التدريب،، بل لطببيعة التشكل الهيكلي و المضموني لمنظومة الحكم الهجينة الناتجة عن ،،انتلابات،، 2014 (الكلمة مقصودة) .منظومة حكم ليس الوزراء فيها غير صور شكلية للواجهة بلا برنامج و لا معرفة بالتفاصيل او ببعضهم باعتبار ان البرنامج و التفاصيل و ،،التعارف السياسي،، عند ،،حكومة،، في مكان آخر ما يجعل المطلوب من وزراء حكومة الواجهة مجرد خطابات عامة و شقشقة لفظية يقولها من لا يعلم شيئا في مونولوج او خلوة اعلامية مع مريم بلقاضي او في بلاتو بلا رهانات و هو ما برع فيه وزراء ما شافش حاجة مثل بن غربية و الدهماني و جلول او وزراء رقاد الحلفاء مثل الحمامي و العذاري او وزراء الكوتا الدائمة بالأمر الواقع مثل الموخر و بالطيب.
السياق السياسي الصاخب الذي اكتشف فيه الطرابلسي انه في حكومة لا تعرف و لا تحكم اذن لا تصمد سيجعل انسحابه من البلاتو خطوة على طريق صديقه عبيد البريكي حين اكتشف انه كومبارس في حكومة ليس فيها ادوار رئيسية لأنها لا تملك نصا في الأصل يوجد كله في ركح آخر و عند ممثلين آخرين في قاعة أخرى.